الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سن الزوجة المفضل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شابٌ جامعي، بدأت -بموافقة أهلي- التفكير في الخطوبة والحمد لله.

القضية الآن أن أبي وغيره كثير يقولون لي لا ترتبط بفتاةٍ في مثل سنك -خصوصاً أن هناك خيارا في دفعتي - لأنه عند سن معين يكون الرجل لا يزال على حاله في حين أن المرأة في نفس هذا السن تكون لا رغبة لها في العلاقة الزوجية، وهذا يفسد الحياة الزوجية في سن الأربعين أو الخمسين، فأريد أن أعرف مدى دقة وتأثير هذا الكلام؟

خصوصاً أني لو اخترت فتاة تصغرني بسن مناسب فستكون طالبة، ومشوارها الدراسي طويل، وسيكون صعبا أن أتزوجها وهي تدرس حتى تتفرغ للبيت، أو أن أنتظر حتى أتخرج أنا ثم بعد التخرج بسنوات أتزوج بفتاةٍ خريجة وتكون أصغر مني، فكل الخيارات صعبة، دلوني رحمكم الله، فأنا أريد الاستقرار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المهم هو توافق الأرواح، وهي جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد أسعدتني بدايتك بإخبار الأهل وإشراكهم في الأمر، وهذا دليلٌ على كمال عقلك، كما أن هذا التصرف يُعينك على إقناعهم وكسبهم وإدخال السرور عليهم، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لشباب الإسلام السعادة والهناء.

وإذا كنت بحاجةٍ للعفاف فلابد من اختيار الفتاة المناسبة، أما الصغيرة فمن الصعب عليك الانتظار، وحتى لو فعلت فإنك تُعرض نفسك وتعرضها للأخطار، فإن طول فترة العلاقة قبل الرباط الشرعي تجلب الملل والسامة، وهي خصمٌ على سعادة الزوجين بعد الدخول إلى عش الحياة الأسرية، فإن كنت بحاجة للعفاف كشأن معظم شباب اليوم الذين يتعرضون للفتن ليلاً ونهاراً فخير البر عاجله، وأرجو أن يكون تركيزك على صاحبة الدين، كما أن الموافقة لك في الهموم أعون لك على مواصلة مشوارك العلمي، فإذا كانت زميلة الدراسة صاحبة دين أو وجدت من أقربائك صاحبة دين فاعلم أن تلك وصية رسولنا الأمين.

وأرجو أن تطلب مساعدة أسرتك، وتهتم بوجهة نظرهم، فإنهم يريدون الخير ويتمنون لك السعادة والهناء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبضرورة مواصلة دراستك، والاهتمام بالمذاكرة، واعلم أن النجاح ينال بطاعة الفتاح، وبالمواظبة على السجود لفالق الإصباح، وبالمداومة على أذكار المساء والصباح، مع ضرورة بذل أسباب النجاح، ونسأل الله أن يرزقك العلاج وأن يسهل لك سبل النكاح.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً