الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير تعاطي الهرمونات الذكرية في نمو الشارب واللحية

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر (23) سنة، وشعر اللحية والشارب نموهما ضعيف ولا قسوة فيهما، علماً أنني أحلقهما باستمرار، وأخذت إبر هرمونات ذكرية ولا جدوى.

أرجو إرشادي إلى الحل في مشكلتي بوصفات أعشاب أو غير ذلك، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر الأحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

ليس المهم أن نـأخذ الهرمونات ولكن المهم معرفة السبب وعلاجه؟ فإن كان هرمونا وجب تعويضه، ولكن تحت إشراف طبي وليس باجتهاد شخصي؛ لأن العلاج بالهرمونات من الأمور الخطيرة التي ينبغي ألا نلعب بها بدون خبرة كافية، وكمثال على ذلك فإن إعطاء التستوستيرون قد يؤدي إلى تصلب الخصية وانخفاض نسبة الإنجاب.

كما وأن موضوع الأعشاب موضوع فضفاض غير دقيق، وبعض القائمين عليه قد أساءوا إليه وإلى سمعته، ولذلك لا ننصح به.

وحتى نتوجه إلى السبب الهرموني نسأل الأسئلة التالية:
هل أنت متزوج؟ وهل توجد الرغبة الجنسية؟ وهل العلاقة الزوجية طبيعية؟ وهل تم إنجاب أم لا؟ وما هو حجم الخصية؟ وهل الخصيتان بحجم طبيعي ومتساو ؟ وهل هناك انتصاب طبيعي أم لا؟ علماً أن الشهوة والقدرة على الاتصال ليسا كل شيء.

ومن ناحية أخرى لتأكيد السبب الهرموني يلزمك بعض التحاليل مثل تحليل الهرمونات، خاصة التيستوستيرون والـ (Lh & fsh) كما ويلزم معرفة فيما إذا كان هناك التهاب سابق للغدة النكفية أو رض شديد على الخصيتين.

بعد هذه التحريات إن كان هناك خلل هرموني للهرمونات سابقة الذكر فعندها يجب تصحيحه تحت إشراف طبيب غدد ذي سمعة طيبة وخبرة جيدة.

وأما إن كان هناك ضمور في الخصية وضعف في الرغبة الجنسية وعدم القدرة على الإنجاب فغالباً الموضوع لا يمكن الحصول على فائدة من العلاج له، ولكن يجب تأكيد ذلك إما بتحليل السائل المنوي ( فيكون عديم النطاف ) أو بأخذ خزعة أي عينة صغيرة من الخصية، ويظهر فيها نسيج ليفي بدل النسيج الحي المخصب.

ومن جهة أخرى إن كان كل شيء مما ذكرنا طبيعياً فعندها قد يكون هناك سبب عائلي، وهنا يجب السؤال: هل كل أفراد العائلة من الذكور هكذا؟ أم هل هناك قصة عائلية غير كاملة ( أي ليس كل الذكور مصابون ) لأن القصة العائلية غالباً تبرر هذا التفاوت في كثافة الشعر بين الذكور.

إذن: الأمر يحتاج إلى قصة مفصلة وفحص سريري، ثم إجراء تحليل دم لعيار الهرمونات وسائل منوي وبعدها معرفة إن كان السبب هرمونياً (باضطراب الهرمونات) أو خلقياً (أي بوجود أحد التناذرات الخلقية التي من تظاهراتها نقص الشنب واللحية وغيره من أوصاف الذكورة، وهو مستبعد عندك) أو عائلياً (عند العائلة أكثر من فرد دون تعليل مفهوم) أو مكتسباً (أي نتيجة رض على الخصيتين أو التهاب الغدة النكفية والتي تؤدي إلى ضمور الخصية).

وباختصار غالباً المشكلة بسيطة، وأنها هي مما يدخل في الاختلافات الفردية بين الخلائق لذلك قم باللازم مما ذكرناه أعلاه، ثم اطمئن بعدها وارض بما قسم لك من التفاوت في المقادير، فلربما أخذ الله تعالى بعضاً من شعرك وعوضك خيراً منه كالإيمان أو المال أو العقل أو شيئاً مما لا تدريه، فالحمد لله على كل حال، ولا تنس أن تثبت نفسك في المجتمع بعلمك وعملك قبل الاعتماد على شكلك ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) وهذا ما نكرره عند كل حالة فيها تغير في الشكل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً