الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الآثار الجانبية لبعض الأدوية النفسية

السؤال

مرحباً -يا دكتور- سبق أن راسلتك حيث أنني أعاني من القلق والتوتر والرهاب الاجتماعي، حيث كنت أتعالج بدواء الفافرين والزاناكس، حيث قام الدكتور بتغيير الدواء لي؛ إذ أنه لم يأت بنتيجة إيجابية معي، حيث قام بتغيير الدواء للإيفكسر 75 ملجم وللوكسانيل 3 ملجم فأتناول حبة ظهراً وحبة مساء.

أرجو إفادتي بفعالية هذه الأدوية ونتائجها؟ فهل هي فعالة في علاج هذه الأعراض؟ وأخيراً - يا دكتور - أود سؤالك عن الأعراض في بداية العلاج للدواءين، حيث أشعر بتعب وجفاف فمي، وعدم التركيز والانتباه، ورغبة في القيء فهل ستزول هذه الأعراض مع الاستمرار في العلاج؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك ارتباط كبير جدّاً بين أعراض القلق والتوتر، والرهاب الاجتماعي، وحتى الرهاب الاجتماعي يعتبر في الأصل نوعا من القلق النفسي.

الدواءان: (الفافرين والزاناكس) يساعدان كثيراً في علاج القلق والتوتر، ولكنهما لا يعتبران علاجان مثاليان بالنسبة للرهاب الاجتماعي، أما بالنسبة للمجموعة الثانية من الأدوية (الإيفكسر واللوكستنين) والتي تتناولها الآن، فالإيفكسر من الأدوية الجيدة والممتازة جدّاً والفعّالة جدّاً، فهو يعالج القلق، ويعالج التوتر، والرهاب، وكذلك أي نوع من الاكتئاب الثانوي.

أما بالنسبة للوكستنين فهو علاج مهدئ، ويساعد في إزالة القلق والتوتر، ولكنه لا يساعد كثيراً في علاج الرهاب الاجتماعي، كما أنه بالطبع ليس من الأدوية المستحسنة؛ لأنه ربما يسبب نوعا من التعود أو الإدمان، خاصة أنت تتناوله بجرعة 6 مليجرام في اليوم، وهي في نظري تعتبر جرعة كبيرة نسبيّاً.

إذن الذي أراه هو أن تتخلص من اللوكستنين، مهما أدى من استرخاء وراحة وقتية، فهو في المدى البعيد لا يعتبر دواءً جيداً، فأرجو أن تبدأ في تخفيضه بالتدريج، والطريقة المثلى هي أن تنقص 1.5 مليجرام كل أسبوع حتى تتخلص منه.

أما بالنسبة للإيفكسر فأرجو أن تستمر عليه فهو دواء فعّال وممتاز، ربما تكون محتاجا لأن ترفع الجرعة، فالجرعة المثالية من الناحية العلاجية هي 150 مليجرام في اليوم، يمكن أن تأخذ 75 مليجرام صباحاً و75 مليجرام مساءً، أو يوجد ما يعرف بالإيفكسر XL في شكل حبة واحدة (150 مليجرام)، يمكن أن تتناول هذه الحبة في اليوم، ولابد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

إذن الإيفكسر يعتبر دواء مثاليا وأرجو أن تستمر عليه كما وصفت لك الجرعة، وحين تأتي لإيقاف الجرعة فلابد أن يكون ذلك بتدرج وحذر شديدين، وننصح بأن يخفض الإيفكسر بمعدل 37.5 مليجرام كل أسبوعين؛ لأن من عيوبه أنه ربما يؤدي إلى بعض الأعراض الانسحابية إذا قام الإنسان بإيقافه بصورة مفاجئة وعاجلة.

وبالنسبة للأعراض التي شعرت بها مثل (التعب والجفاف في الفم وعدم التركيز) هي من صميم الأعراض الجانبية لهذه الأدوية، وقد تحدث لبعض الناس وقد لا تحدث لآخرين، فهنالك التفاوت في التحمل الشخصي لهذه الآثار الجانبية، وهي بالطبع سوف تنتهي بالاستمرار في العلاج، ويعرف عنها أنها تكون شديدة في بداية العلاج ثم تقل وتنحسر وتختفي، أنصح أن تتناول الأدوية بعد الأكل فهذا يقلل من الغثيان، ومن الآثار التي قد تحدث للجهاز الهضمي.

إذا كان التعب شديداً فيمكن أن تتناول العلاج ليلاً، فهذا أيضاً ربما تكون وسيلة طيبة، ولكن الذي أؤكده لك أن هذه الأعراض تنتهي - إن شاء الله - بالتدريج، ومع الاستمرار في العلاج.

لا بد أيضاً أن تقوم أيضاً بتنفيذ الآليات العلاجية الأخرى غير الدواء، ومنها بالطبع المواجهة وعدم التجنب والتفكير الإيجابي، واستثمار وقتك بصورة صحيحة، وأن تكون فعّالاً ومتواصلاً وألا تستسلم لأعراض الخوف والقلق، أيضاً ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء يعتبر فيها فائدة كبيرة جدّاً لإزالة وعلاج مثل هذه الحالات.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً