الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف حيال فتاة كذبت علي في حبها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا إنسان متدين -والحمد لله-، تعرفت على فتاة من المغرب وأحببتها؛ لأنها كانت تستحق ذلك في بداية الأمر، وكان الوعد أنها سوف تقول لأهلها، وبعد ذلك عرفت أنها تكذب علي، فأرجو منكم أن تقولوا لي ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن ننصحك بنسيان من ضحكت عليك، والصالحات في بلدك أنفع لك، فاتق الله في نفسك، واستغفر الله على توسعك في العلاقة مع فتاة أجنبية دون علم أهلها، وإذا وجدت صاحبة دين فسارع إلى قرع باب أهلها واطلب رؤيتها فإن وجدت قبولا وميلاً، ووجدت ذلك فعلى بركة الله.

ولا يخفى عليك أن معرفة الإنترنت لا تعطي إلا جزءَا من الحقيقة وهي لا تخلو من الخديعة، والإنسان لا يتزوج من الفتاة إلا بعد النظر في أحوالها، ودينها وأحوال أهلها وإخوانها وأخوالها، فإنها تلد أشباههم، وتتأثر بطباعهم، كما أن الفتاة التي تنشأ في بيت فيه استقرار وتفاهم أقدر على مسايرة الزوج وإسعاده.

وكم تمنينا أن يبدأ الشباب الطريق من أولها، ويلجوا البيوت من أبوابها، بعد أن يشاوروا الوالدين والأصحاب، ويطالبوهم بالمشاركة والتشجيع والرأي والدعاء، فإن رحلة الحياة الزوجية طويلة، ومليئة بالجراح والأتراح، ولا يمكن أن يصمد الزوجان ويصبرا إلا إذا كانت الأسس صحيحة، مع ضرورة الاستعانة بالله والتوكل عليه، واللجوء إليه في البداية والنهاية، ومن الذي أقبل على الله ولم يوفقه؟ أو انتصر بالله ولم يؤيده؟ وليس هناك داع للتأثر، واحمد الله الذي كشف لك الأمر في بدايته.

وأرجو أن تسارع إلى نسيان من لا وفاء عندها، ولا صدق ولا رأي، ثم فكر في بعد المسافات واختلاف العادات، واعلم أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، واعلم أن ما يختاره الله أفضل مما تختاره لنفسك، فاجعل سعادتك فيما قدره الله وأراده.

وأرجو أن تقدم الدين وتشاور وتستخير وتتوجه إلى الخالق القدير، وعليك بتقوى الله، فإن الله يتولى أهلها وييسر أمورهم ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً