الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل اختيار الأم فتاة متحجبة لابنها وذات دين سليم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد استشارتكم إذا كان بإمكاني الزواج من فتاة اختارتها لي أمي، علما بأنني لا أعرفها، وهي فتاة متحجبة وذات دين، وأنا ما زلت متردداً لأنه لا توجد لدي مشاعر نحوها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن رضاك باختيار أمك من دلائل التوفيق، ولا أظن أن والدتك تختار لك غير الفاضلات، فكيف إذا كانت الفتاة صاحبة دين وحجاب وخيرات، فاظفر بذات الدين تربت يداك، واتبع وصية نبيك، واشكر مولاك، واعلم أن من يقدم الدين ورضى الوالدين ينال الخير في الدارين، ومرحباً بك في موقعك وبين آبائك وإخوانك، وأرجو أن تردد دعوة الأبرار ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[الفرقان:74].

أما بالنسبة للمشاعر، فسوف تأتي مع المعاشرة، وأرجو أن تقبل بها إذا وجدت في نفسك ميلاً لها ووجدت هي مثل ذلك.

وأرجو أن يعلم الشباب أن الفوز بصاحبة دين ترضاه والدته من دلائل التوفيق؛ لأنه بذلك يستطيع أن يجمع بين حق الوالدة في البر وحق الزوجة في المودة ونذكرك بما حصل من الإمام أحمد -رحمة الله عليه- الذي بعث في إحدى قريباته لتخطب له فجاءته وقالت وجدت لك فتاتين إحداهما بارعة في جمالها متوسطة في دينها، والثانية متوسطة في جمالها قوية في دينها، فقال الإمام رحمة الله عليه أريد صاحبة الدين، فعاش معها ثلاثين سنة، فلما توفيت قال رحمة الله: (والله ما اختلفنا في كلمة)، كما أن الدين إذا وجد فإنه يغطي ويعالج كل العيوب، وأحسن من قال:

وكل عيب فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران

فحاول النظر إلى الجوانب الإيجابية، وصل صلاة الاستخارة، وتوجه إلى رب البرية، وشاور من حضرك من أهل الخبرة والدراية والدين والأمانة، واعلم بأنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك لست خالٍ من العيوب.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً