الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناول الزيروكسات مدى الحياة

السؤال

السلام عليكم.
أعاني من الاكتئاب الشديد، وأستعمل لذلك دواء (الزيروكسات)، وإذا انقطعت عنه رجعت حالتي كالسابق أو أسوأ.
والآن لي 6 أشهر أستعمل حبة ونصف زيروكسات، وحبة واحدة 50 ملغ دوجماتيل بعد وجبة العشاء يومياً، وتحسنت بحمد الله عليهما، وإذا تركتهما تعبت جداً.

سؤالي هو: هل أستطيع تناول هذين الدوائين مدى الحياة دون انقطاع؟ وهل في ذلك خطر أو آثار غير مرغوبة؟!

ولا تقل لي: راجعي طبيبتك لأني منذ 9 سنوات وأنا على هذه الحالة، إن استعملت هذين الدوائين شفيت وإن تركتهما رجع لي الاكتئاب، فأنا أعرف الآن علاجي بنفسي دون حاجة للرجوع لأي طبيب.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رفال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة الصحة والعافية، وأنت تتناولين هذه الأدوية وهي الزيروكسات والدوجماتيل، أرجو أن أؤكد لك أن هذه الأدوية أدوية ممتازة وأدوية سليمة، خاصة الزيروكسات، فهو دواء فعال وقليل الآثار الجانبية، وأنا لا أقول بالطبع يجب أن تتناولي الدواء مدى الحياة، ولكن صدقيني إذا تناولت هذا الدواء لسنوات وسنوات فلا بأس ولا ضرر في ذلك مطلقاً؛ لأنه دواء سليم، وما دام قد أراحك وأسعدك فلا مانع أن تتناوليه.

أنا لدي مريض الآن يتناول الزيروكسات منذ 11 سنة، أي منذ ظهوره، وهو في قمة السعادة والفعالية والارتياح النفسي، وهذه الأمراض الآن تعتبر مثل الأمراض المنتشرة كالضغط والسكر وخلافه.

إذن؛ لا مانع من أن تستمري عليه لأطول مدة، خاصة وأن الجرعة التي تتناولينها ليست جرعة كبيرة، وهو دواء سليم وقليل الآثار الجانبية السلبية.

وبالنسبة للدوجماتيل فربما يكون هناك بعض المحاذير القليلة؛ لأنه ربما يرفع هرمون الحليب عند النساء، وهذا يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية.

وإذا حدث لك ذلك فأنصحك بتخفيف أو التوقف عن الدوجماتيل، وأما إذا كانت الدورة الشهرية لديك منتظمة، فلا مانع من الاستمرار عليه، وعلى العموم هو ليس الدواء الأساسي، إنما الزيروكسات هو الدواء الأساسي بالنسبة لك.

ولا تنس آليات التحسن الأخرى، وهي الفعالية في العمل، والفعالية في البيت والتواصل الاجتماعي، والالتزام بمتطلبات الدين، وعمل الطاعات، والانضمام للجمعيات الخيرية، وممارسة الرياضة، فهذه كلها أسس وأطر قوية جداً لعلاج الاكتئاب النفسي.

فيجب أن لا تستسلمي، ويجب أن تقرني الدواء بالعلاج التأهيلي والتفاعل الاجتماعي والعملي، وأؤكد لك أن الزيروكسات هو علاج سليم، ومهما استمررت عليه فهو إن شاء الله لن يحدث لك منه أي ضرر.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً