الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي بخيل يسب الدين وينعتني بالفشل

السؤال

أبي يعاملني بطريقة سيئة، بمعنى عملية اضطهاد، وأنا أنفذ كل ما يأمرني به، فإنه يسب لي الدين ويسبني ويقول لي: أنت فاشل، وأنا كان معدلي في سنة أولى من دراستي بتقدير جيد جداً، وليس أنا فقط بل حتى إخوتي، وهو يحب المال بشكل كبير جداً، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مؤمن محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى طاعة والدك وبره إلا إذا أمرك بمعصية الله فعندها لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واعلم أنه لن ينال خيراً من يسب الدين، فانصح والدك برفق واطلب منه أن يردد كلمة التوحيد وأن يتجنب ما يغضب الكريم المجيد، ولا تدفعه إلى التطاول على العزيز الحميد، وليت كل من يقدم الفلوس على طاعة القدوس أدرك أنها هبة من الله وعارية مستردة وأنه سوف يتركها ويمضي طال الزمان أو قصر.

وإذا كان مستواك طيباً وتقديرك مرتفعاً فلن يضرك كلام الوالد الذي يؤسفنا أن يصدر منه وهو الذي ينبغي أن يشجعكم على التفوق، ونحن نتمنى أن تعترفوا للوالد بأفضاله عليكم قبل أن تطالبوه بالمزيد من البذل والإنفاق.

ولا يخفى عليك أن الإنسان مأجور على صبره على قسوة الوالدين، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب نسي ما يجد من الآلام، كما أرجو أن تشجع إخوانك على الصبر والتحمل، ونتمنى أن يجدوا فيك القدوة الحسنة، وأرجو أن تدفعكم هذه السلبية إلى الحرص على الجد والعمل، فإن الناجحين يحولون السلبيات إلى نجاحات، وهذه قصة رجل كان فاشلاً في حياته ومنحرفاً، فخرج أحد أبنائه منحرفاً، فلما سألوه عن السبب قال: أبي، وخرج الآخر من أنحج الناس في الحياة، فلما سألوه عن السبب قال: أبي، وذلك لأنه لم تعجبه حالة والده فترجم ذلك إلى سير في الطريق المضاد فحقق النجاح ونفع الله به البلاد والعباد.

وحبذا لو جعلتم همكم إصلاح الوالد وتذكيره بالواحد، فإن الخطورة ليست في البخل رغم أنه من أفتك الأمراض، ولكنه ليس بشيء بالنسبة لسب الدين الذي يخرج الإنسان من الملة ويعرضه للعذاب المهين، فاجعلوا غضبكم لله وذكروا والدكم بالله، واطلبوا مساعدة الأعمام والعمات والعلماء وأصحاب الوجاهات.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال ويبارك الآجال ويحسن الأعمال.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً