الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني من فترة لأخرى شعور بدوخة في رأسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أوضح بأنني من أصحاب التفكير الشديد والقلقين المتوترين بشكل شبه دائم، الخائفين من المستقبل.

المشكلة التي أود عرضها عليكم هي أنه توجد لدي أحياناً دوخة لمدة ثانية أو ثانيتين فقط، ولا أفقد الوعي خلالها، ولكن أحس بدورة أو لفة في رأسي ثم أعود طبيعياً، وتأتي وأنا في أوضاع مختلفة، وغالباً عندما أكون على جهاز الكمبيوتر أو أثناء قراءتي للجريدة أو التأمل في شيء معين.

علماً بأنني عملت فحوصات شاملة على الجسم، مثل تحليل دم كامل، ولم يوجد - ولله الحمد - أي مشكلة.

شاكر لكم جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالدوخة قد يكون ناتجاً عن أسباب عضوية أو أسباب نفسية، وأكثر الأسباب العضوية هي بالتأكيد الخلل في الدورة الدموية، الناتج عن ضيق الشرايين، أو إذا كان هنالك نوع من الالتهاب أو الخلل في الأذن الداخلية، وجهاز التوازن المرتبط بالأذن.

أما الأسباب النفسية فهي كثيرة، وأهمها القلق النفسي الذي ربما يؤدي إلى نوع من الدوخة، كما أن أمراض الصرع ربما تؤدي إلى نوع من الدوخة، ولكن بالتأكيد ليس من هذا النوع الذي أنت تشتكي منه.

لا أعتقد مطلقاً أنك تعاني من أي أسباب عضوية لهذه الدوخة، وبالتأكيد ليس لديك أي مشكلة في الشرايين أو الدورة الدموية، كما أني أستبعد تماماً أن يكون هنالك التهاب، علماً بأن الالتهابات الفيروسية لا يمكن استبعادها، ولكنها لا تكون دائماً، وتحدث من وقتٍ لآخر، كما أنها قد تستمر عدة أيام ثم تختفي، ولكن نوع هذه الدوخة البسيطة والتي تنتابك بتكرار مع قصر مدتها، أرى أنها ناتجة في الغالب عن نوعٍ من القلق النفسي، فأرجو أن تطمئن أنها ليست ذات منشأ عضوي، وأنها ليست خطيرة مطلقاً.

ربما يكون من المستحسن إذا أجريت تخطيطاً للدماغ وتخطيطاً للمخ، هذا سيجعلنا نطمئن أكثر، وأنا أقول لك: إن شاء الله لا يوجد أي خلل فيما أرى، حتى من ناحية الصرع وخلافه، ولكن قطعاً تخطيط المخ سيجعلنا أكثر يقيناً وأكثر اطمئناناً، فإذا أتيحت الفرصة لك فأرجو أن تقوم بعمله.

أما بالنسبة للعلاج، فأهم علاج هو أن تطمئن وأن لا تنشغل بهذا الأمر؛ لأن الإكثار من التركيز عليه يؤدي إلى زيادة الأعراض، وأنا أعرف أنه أمر لا إرادي، ولكن حين تحاول أن لا تركز عليه فهذا سيساعدك بالتأكيد.

عليك بممارسة الرياضة - أي نوع من الرياضة -، سيكون مفيداً لك، خاصةً المشي، ويقلل من هذه الدوخة.

ربما يكون من الجميل جداً إذا فحصت النظر وتأكدت من أنك لا تعاني من أي مشكلة في النظر.

عليك أن لا تلتفت أو تحرك رأسك بسرعة، فهذا أيضاً يوصى به في مثل هذه الحالات، وهو يساعد كثيراً.

كما أنه سيكون من الجيد أن تنام على مخدة واحدة؛ لأن ذلك سيحفظ للسلسلة الفقرية بالرقبة وأعصابها التوازن والانبساط، فهذا يعتبر أيضاً من الملاحظات التي وجدت أنها مفيدة جداً.

سيكون من الجيد أن تقوم بأي نوعٍ من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس، فإنها تساعد كثيراً.

أرى أنه من المفيد لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق النفسي، أنا لا أقول إنك تعاني من قلق شديد، ولكن هناك دواء يعرف باسم (دوجماتيل)، هذا الدواء يعرف عنه ويتميز بأنه مفيد جداً للقلق المرتبط بالدوخة، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة 50 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 50 مليجراماً صباحاً و50 مليجراماً مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضه إلى كبسولة واحدة يومياً في المساء لمدة شهر، ثم توقف عنه.

هذا هو الذي أراه، وأرجو أن تطمئن، وفي نظري هي مرتبطة بعوامل نفسية بسيطة، فأسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً