الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النشاط والطاقة عند الطفل

السؤال

لي طفل اسمه سامي وعمره 3 سنوات، ذكي ونشيط واجتماعي ولكنه عنيد أحياناً ويكثر من الشتم وخاصة للكبار، مما يسبب لي إحراجاً شديداً.
قيل لي إن له قرينة قوية تلازمه منذ ولادته، وعلاجه ممكن بقراءة القرآن والرقية. هل هذا وارد من حيث التشخيص وطريقة العلاج؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله السمو لسامي والرفعة لأمثاله من أطفال المسلمين، ومرحباً بكم في موقعكم مع آباء وإخوان يتطلعون إلى علو راية الدين ويرغبون في تخليص الأقصى من المعتدين، ولا يخفى عليكم أن ذلك يتحقق بتوفيق الله ثم بحسن تربية البنات والبنين.

وليس في أمر سامي ما يزعج، والعناد من طبيعة المرحلة، وللعناد إيجابيات ولولاه لما وجد الجهاد والمخالفة لأعداء الدين، وسوف ينتهي هذا العناد عندما يقترب من السادسة، أما هذه الفترة فسوف تظهر فيها معالم شخصيته فلا تكسروا شوكته، ولا تقابلوا عناده بالعناد، وامنحوه مزيداً من العطف والحنان، وشجعوه على قول نعم ولا تكثروا عليه من الأوامر، ولا تعطوه التعليمات بصورة تحتمل الإجابة بلا أو نعم، ولا تختلفوا أو تتعاندوا أمامه، وشجعوه على الطاعة وذلك بقولكم نحن نحب الولد المطيع وسامي طفل مطيع، وما أحلى أن تكون إجابتك بنعم، فأنا أحب أن أسمعها منك، كما نتمنى أن لا تكون توجيهاتكم متناقضة، وأن تكون في وقتها المناسب، فلا تطالبوه بالمجيء للطعام وهو مندمج في اللعب، ولكن قولوا له: بعد ربع ساعة نتمنى أن تحضر للطعام أو بعد كم دقيقة تحب أن تأكل الطعام؟ ومتى تريد أن تنام؟ ثم تحاوروه وتفاوضوه وتمدحوه وتلاطفوه.

أما كونه نشيطاً وذكياً واجتماعياً، فتلك هي علامات النجابة والنجاح، فلا تحرموه من اللعب والحركة، وحاولوا الاستفادة من طاقته وشغله بحفظ شيء من القرآن ومشاركته في اللعب حتى يتعود على بعض المهارات، وشجعوا نمو علاقاته الاجتماعية، ولا تظهروا له الضيق والحرج من تصرفاته، فإن ذلك قد يدفعه للمزيد، خاصة إذا لم يجد جرعات كبيرة من العطف والتقدير والاهتمام، فإنه سوف يفعل ما يجبركم على الاهتمام به.

ونحن لا نؤيد المسارعة إلى مسألة القرين ونحوها إلا بعد بحث الأسباب الظاهرة وإدراك طبيعة المرحلة علماً بأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم تعلمنا ضرورة الاهتمام برقية الطفل؛ لأن العين تسرع إليهم وبضرورة كفهم عند غروب الشمس وإبعادهم عن أماكن النجاسات وتعليمهم الأذكار.

وما من إنسان إلا وله قرين، ولست أدري لماذا هي قرينة؟ وكيد الشيطان يلاحق الإنسان منذ لحظه خروجه من بطن أمه حتى لحظات خروج الروح، وكيد هذا العدو ضعيف، وإنما ننتصر عليه بتوحيدنا وذكرنا وتلاوتنا، ومن السنة أن يقرأ الإنسان على أطفاله الصغار المعوذات صباحاً ومساءً، وفي ذلك حماية لهم من العين والسحر والشياطين وفي ذلك علاج لمن أصيب بالعين أو المس أو السحر.
ونسأل الله أن يحفظ ابنكم وأطفال المسلمين.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً