الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعطاء الطفل الفرصة الكافية للعب وفائدتها في تخفيف عناده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ولد عمره خمس سنوات وهو في المدرسة ولكنه كثير الحركة ومشاغب كثيراً في المدرسة، وتشتكي منه المعلمات، فهو يرفض سماع الكلام في بعض الأحيان ويعاند المعلمة فيظل يلعب بملابسه، وأحياناً يضع القلم في الممحاة ويكسره وتعطيه المعلمة قلماً آخر وهكذا، وعندما تسأله يقول: كنت أريد أن أصنع فأساً بوضعه القلم داخل الممحاة، فهو يحب أن يلعب ويعاند المعلمة، وكذلك أنا ووالده يعمل أشياء في البيت أو الشارع أو أي مكان، المهم يفعل الذي يريده ولا يريد أن يسمع الكلام حتى ينهي ما يريد، فهو ما شاء الله تقول عنه المعلمات إنه ذكي وممتاز ولكن أفعاله وحركته كثيرة، وكذلك في البيت لا يحب كتابة الواجب ويقعد فيه فترة طويلة، وإذا عمله لا يكون مرتباً وبطريقة صحيحة، المهم عنده أن ينهي الواجب.

ماذا أفعل معه حتى يصبح ولداً هادئا يسمع الكلام في المدرسة أو أي مكان آخر؟ فأنا لا أريده ممتازاً، ولكنه مشاغب وتكثر الشكوى منه، فالسلوك أيضاً مهم.

أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليس في حالة هذا الطفل ما يدعو للانزعاج، ونحن نتمنى أن تتفهموا الطبيعة العمرية، ونحن نعتقد أن هذا الطفل لم يأخذ مقداراً كافياً من الحركة واللعب في سنواته الأولى، وكأنه يريد أن يعوض، ولذلك فنحن دائماً ننصح الآباء والأمهات بأن يعطوا أولادهم فرص كافية للعب والحركة، بل أننا نتمنى أن يجدوا من يشاركهم في اللعب خاصة في بلاد الغربة.

وحتى يتحسن الوضع أرجو اتباع الخطوات التالية:-

1- الإكثار من الدعاء له، فإن دعوة الوالدين أقرب للإجابة، واحذروا من الدعاء عليه، فإن ذلك يضره ويفسده وفيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

2- الاتفاق على طريقة موحدة في التوجيه في المنزل والتنسيق مع إدارة المدرسة.

3- زيادة جرعات العطف والحنان والاهتمام.

4- التشجيع والترحيب بكل خطوة إيجابية.

5- عدم مقابلة عناده بالعناد أو الضرب.

6- عدم إكثار التوجيهات والأوامر مع ضرورة أن لا تكون بطريقة لا تحتمل سوى الإجابة بلا أو نعم، فالأفضل أن نقول: نحن نحب الولد الذي يذاكر وفلان سوف يذاكر ونحن نحبه - أو نقول: أحلى كلمة في فمك هي كلمة نعم، وأنا أحب أن أقول لك شيئاً وأحب أن توافقني وتقول نعم.

7- اختيار الأوقات المناسبة لإصدار التوجيهات، فلا نطلب منه الأكل أثناء اندماجه في اللعب، ولكن نقول: بعد كم دقيقة تريد الأكل، أو نقول: فلان سوف ينام بعد عشر دقائق لأن التلميذ الممتاز ينام عند التاسعة مثلا.

8- عدم إعلان العجز عن السيطرة عليه، وعدم الانزعاج والتشكي.

9- الابتعاد عن مقارنته بالآخرين.

10- إظهار القدوة الحسنة وذلك بتجنب الخلافات الزوجية.

11- الاجتهاد في طاعة الله والابتعاد عن معاصيه، فإن الإنسان يرى أثر طاعته لله في نسفه وولده وحياته.

12- تحري الحلال من الرزق والوفاء للوالدين والأرحام، فإن هذه الطاعات ثوابها في الدنيا والآخرة.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك، وشكراً لك على سؤالك.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً