الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انسداد الأنف بسبب الحساسية المزمنة مع اللوز

السؤال

السلام عليكم

لدي مشكلة متواصلة منذ عدة أشهر، وهي عبارة عن انسداد بالأنف، حتى إنني أقوم بالشخير حتى وأنا جالسة، وذلك لكي أستطيع أن أتكلم، وتزداد هذه الحالة عندما أستلقي للنوم، حيث أشعر بانسداد تام بالأنف والشعور بالقهقة عند الكلام، وعندما أستيقظ من النوم يكون حلقي جافاً واللوز جافة، كما أن هناك بلغماً يزداد ظهوره عند الاستيقاظ من النوم، وتنتابني نوبة زكام منذ بداية الاستيقاظ، وتستمر لساعات بسيطة ثم تنتهي.

وكل ما ذكرته أصبح مستمراً منذ عدة أشهر، وهذا الموضوع يضايقني ويحرجني في كثير من الأحيان، مع العلم أني أعاني منذ أربع سنوات من القولون العصبي، ولم أجر منظاراً لذلك، كما أنه لدي حساسية بالصدر، وعندما تلتهب اللوز لدي تستمر الكحة الجافة القوية لمدة أربعة أشهر أو أكثر، كما أنه لدي تضخم باللوز، أي أن حجمها أكبر من الطبيعي كما قال لي الطبيب.

أرجو إفادتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أنك تعانين من حساسية مزمنة بالأنف، والتي عبرتِ عنها بقولك: (تنتابني نوبة زكام منذ بداية الاستيقاظ، وتستمر...).

وهذه الحساسية تسبب انسداداً مزمناً بالأنف، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس من الأنف، وقد يؤدي حتى إلى الشخير أثناء الجلوس.

ونتيجة لانسداد الأنف تضطرين للتنفس من فمك أثناء الليل، فتستيقظين في الصباح بآلام شديدة وتجريح في الحلق مع وجود بلغم، وذلك لأن الفم غير مهيء للتنفس مثل الأنف؛ لأن الأنف يعمل على تدفئة الهواء الداخل وترطيبه، ولذلك أيضاً تتضخم اللوزتين لمواجهة أي التهابات بالحلق، حيث أنها أول خط دفاع في الجسم.

وحساسية الأنف غالباً ما يصاحبها حساسية الصدر عند بعض الأشخاص، وهذه الكحة الجافة القوية والتي تستمر بالشهور ما هي إلا نتيجة حساسية الصدر.

والحساسية - للأسف - من الأمراض المزمنة، وما يوصف لها من حبوب (كلاريتين) وبخاخ (فيلوكسيناز) كل مساء ما هو إلا للتقليل من أعراضها والتخفيف من حدتها، ولكن أساس العلاج هو الوقاية وتجنب مسبباتها ومهيجاتها، مثل التراب والبخور والعطور والمنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية وزغب الطيور ووبر القطط والكلاب والجمال وصوف الغنم والسجاد والموكيت، وهذه الوقاية تفلح في أغلب الأحوال بنسبة قد تصل إلى 80 %.

وإن لم تُجدِ وسائل الوقاية بالنفع فننصح بمراجعة طبيب متخصص بأمراض المناعة والحساسية، والذى يقوم باستخلاص وتحديد العامل المسبب للحساسية، ويقوم بحقنه في الجسم على جرعات متفاوتة متدرجة حتى يكتسب الجسم مناعته، وهذه الطريقة تحتاج إلى وقت، وقد تكون مكلفة بعض الشيء.

وأما عن تضخم اللوزتين فبعض الناس تكون اللوزتان لديهم متضخمة ولكن دون أي التهاب يذكر، ولذلك لا ننصح باستئصالها لمجرد تضخمها.

ولكن إذا كان التهابها متكرراً أكثر من أربع مرات سنوياً ومسببة بؤرة صديدية بالجسم ومع عمل تحليل الميكروب السبحي وتبين أنه إيجابي - أي Asot + ve - فعند ذلك فقط ننصح باستئصالها.

وأخيراً ندعو الله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء العاجل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً