الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكريم المناسب لتبييض البشرة والمحافظة على سواد الشعر

السؤال

إلي الإخوة المحترمين في الشبكة الإسلامية:
بعد التحية والسلام : لدي استشارة أرجو منكم الرد عليها، ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

هي أنني رجل أحب أن أهتم بصحتي، وأن أظهر بمظهر لائق، فأنا أهتم بذلك، ولكن مشكلتي أنني أعاني من اسوداد تحت العين، وكذلك من نقط على الوجه بنية منتشرة لا تشاهد إلا عند اقتراب وجهي من المرآة، وأعاني من بقعة سمراء علي ظهر أنفي من الخارج، وهي من تأثير الشمس.

سؤالي: إخواني جزاكم الله خيراً أريد أن تصفوا لي كريماً أو لوشنا لتبييض البشرة (الوجه) ليس له أضرار، واسم كريم للسنفرة والتنظيف من أجل العناية بوجهي قدر المستطاع، حيث لا أعرف إلا التي تباع في البرادات والسوبر ماركت، وهي تجارية بحتة وليست ذات فاعلية، حيث إنكم من أهل الاختصاص في هذا المجال، على أن تكون أسماؤها باللغة الإنجليزية ليعرفها الصيدلي عندنا؛ لأن أغلبهم من الأجانب.

والسؤال الآخر بارك الله فيكم: هل صحيح من الناحية الطبية أن كولونيا ما بعد الحلاقة تسبب شيب شعر اللحية، وما هو أفضلها؟ وما هو أفضل شيء أضعه على اللحية بعد الحلاقة؟

أرجو ألا تعتبروا سؤالي هو من باب الدعاية لشركات التجميل، لا والله، بل من باب مساعدتي حيث إنني أجهل هذه المواد الطبية الفعالة.

ولكم مني أعز التحيات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد السلام علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الفقرة الأولى من السؤال هي الاسوداد حول العينين، والاسوداد حول العينين إما أن يكون إكزيمائيا أو عائليا أو ما بعد الالتهاب.

أولاً: الاسوداد الإكزيمائي حول العينين:

1- تتظاهر الإكزيما البنيوية باندفاعات حاكة ناكسة في الجسم عامة، أو تتظاهر بشكل وسمي (أي واسم للمرض) على شكل تصبغات حول أو تحت العينين، وعلاجها الوقائي بشكل عام هو الوقاية من العوامل المهيجة للإكزيما، مثل الصوابين والمحسسات الأخرى التي يمكن أن تكون طيارة أو سائلة أو صلبة.

2- يمكن أن تعالج بالمرطبات للبشرة عند اللزوم، وهذا علاج سليم مأمون ليس له مضاعفات، ولو استعمل لفترات طويلة.

3- أما مستحضرات الكوتيزون فلا نصفها قبل معاينة الحالة وتشخيصها، ويجب أن تكون على شكل كريم، ومن الأنواع الخفيفة، ولا يستعمل لفترة طويلة إلا تحت إشراف الطبيب.

ثانياً: الاسوداد العائلي حول العينين:

1- هناك اسوداد عائلي حول العينين (أي يزيد عند بعض العائلات)، وأحياناً هناك توزع عرقي (أي يزيد عند بعض العروق خاصة العرق الأسود أو الأسمر).

2- الشكل العائلي يكون فيه العلاج أقل فاعلية، ويفضل فيه التجميل بالمساحيق أو الجراحة.

ثالثاً: الاسوداد حول العينين بسبب التهابي أو مرضي:

1- هناك أسباب أخرى مثل ما يتلو العطور من تصبغات، وما بعد الأذيات الجلدية، أو تصبغ ما حول العينين، بسبب الإرهاق والسهر والفرك، أو جزء من الكلف.

2- وبالطبع فالعلاج السببي هو الخطوة الأولى.

ملاحظات حول العلاج للتصبغات حول العينين:

1- الغاية من العلاج هي غاية تجميلية، وليست ضرورة طبية.
2- يجب تجنب وعلاج ما يمكن من الأسباب.
3- يفضل تجنب التعرض للشمس.
4- تناول فيتامين ث (C ) ومضادات الأكسدة أو حتى استعمالها موضعياً.

5- تطبيق بعض المواد القاصرة الخاصة لما حول العين، وغالباً ما تكون أقل تركيزاً من التي تستعمل على الوجه، ويمكن تجريب الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف.

6- ويمكن استعمال مستحضرات الريتنويدز والتي تحدث تقشيراً تدريجياً يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع، ولكن يجب استعماله لدورات عديدة: الدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع، وهناك مستحضرات خاصة لهذا الموضع مثل ريتينوكس أو ريتينول كونتور الخاصين بما حول العين.

7- التقشير الكيميائي بحذر لأن هذا الموضع حساس (بيد الطبيب المختص الخبير).

8- استعمال صابون سائل يحوي مادة (ألفا هيدروكسي أسيد)، وذلك بغسل الموضع مرة مساء كل يوم لمدة دقائق، يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) بحذر؛ لأن الموضع حساس وقابل للتهيج، وهناك مستحضر خاص لشركة غلايتون.

9- تطبيق المساحيق مثل كريم الأساس الذي يغطي البقع دون أن يشفيها.

10- الليزر يزيل التجاعيد التي تزيد من منظر التصبغات.

11- وأخيراً: الجراحة وتصنيع الأجفان (بليفاروبلاستي)، والذي يستأصل الموضع ويشد الجلد، وهذا العمل الجراحي يحتاج خبيراً، وقد يكون مكلفاً.

الفقرة الثانية من السؤال هي النقاط البنية على الوجه، قد تكون:

أولاً: النمش:

1- العلاج الذي يزيل النمش مباشرة دون أي ضرر أو أي مضاعفات، وهو رخيص ولكن يحتاج لتطبيق يومي، هو استعمال الكريمات المموهة والمغطية للنمش، مثل كريم كوفر مارك أو ديرم بليند، أو غيرها من المسميات تحت عنوان الكامو فلاجينغ، ولكن يجب اختيار اللون المناسب للبشرة حتى يعطي لوناً متجانساً، كما يجب تطبيقه بعد غسل الوجه؛ لأنه إما عازلاً للماء عند الوضوء أو أنه غير عازل فيغسل، (وهذا النوع كان يستعمل لعلاج البهاق والوحمات وكل الآثار غير المرغوب فيها، والتي تظهر على الوجه).

2- يمكن لبعض أنواع الليزر الصباغي أن يفيد في التخلص من النمش، ولكن ذلك يعتمد على عوامل عديدة، منها: الطبيب المعالج وخبرته، ونوع الأجهزة التي عنده، ثم نوع الجهاز المستعمل، وهذا العلاج غالباً ما سيثبت فعالية كبيرة مع التقدم السريع والمميز لأجهزة الليزر يوماً بعد يوم.

3- ومع ذلك فإن الخطوة الأولى في الوقاية من تطور النمش هي الوقاية من الشمس بتجنبها، أو باستعمال الواقيات من الشمس، وإن استعمال الواقيات هو أمر ضروري لمنع تطور النمش، ومن هذه الواقيات (أوول دي للويس ويدمر أو سن كير كريم أو لوشن).

4- كما أن استعمال مضادات التأكسد قد تفيد وقاية وعلاجاً.

5- استعمال بعض المواد القاصرة (المبيضة) قد يفيد، ولكن يحتاج استشارة ومتابعة؛ وذلك لأن كلمة النمش تعني نقاطاً صغيرة مبعثرة من التصبغات، ولا تعني مساحات واسعة، فكيف يمكن دهن النمش دون سواه، (هذه المواد القاصرة مثل الإلدوكين وفيدنغ لوشن وأتاشي).

6- بما أن النمش هو جزء من شخصية الإنسان فلماذا لا نرضى به، كما يرضى كل صاحب لون جلد بلون بجلده، ويرضى كل صاحب لون شعر بلون شعره، وصاحب كل قدر بما قدر الله له.

وأذكر بالقاعدة الذهبية كن نفسك دون تصنع ولا تتكلف، فهذا أنت وهذا قدرك، وليس من العيب أن تعيش بنمش مثل مئات الآلاف من الناس المصابين به على وجوههم وهم سعداء به لأنهم رضوا به، وعرفوا أنه جزء من شخصيتهم المميزة، ولربما تفوقك في مجالات الحياة المختلفة يجعل الناس تحب تقليدك، فيسألون كيف يمكن أن يكون لنا نمش كما لهذا المبدع من نمش.

7- أوردت في إجابات أخرى بعض الملاحظات الهامة للنمش يرجى مراجعتها.

ثانياً: ضخامة الغدد الدهنية (سابيشياس هايبربليزيا).
وهي ارتفاعات صغيرة غالباً بلون الجلد أو أغمق قليلاً، وتظهر بعد سن الأربعين، وقد يكون سطحها غير أملس، أي يشبه السطح الطاحن من الأسنان الطواحن، وعلاجها بسهولة إما الاستئصال الجراحي أو التبريد بالآزوت السائل أو الجراحة التجميلية، ولا تجرى إلا بيد طبيب.

ثالثاً: داء الحطاطات السوداء:
وهي حطاطات صغيرة سمراء لامعة على المناطق المكشوفة من الوجه، وتظهر عند أصحاب البشرة السمراء أكثر من أصحاب البشرة البيضاء، وتكثر مع تقدم الزمن، وعلاجها بالقص السطحي - أي ما يسمى جراحة الحلاقة - ولا تجرى إلا بيد طبيب.

الفقرة الثالثة من السؤال: هي البقعة السمراء على الأنف، والتي تعزوها للشمس، فقد تكون التهاب جلد ضيائي أو التصبغ التالي لأي التهاب أو التهاب الجلد بالعطور والذي يترك أثراً أسمر.
ومهما يكن من سبب فيجب تحريه والوقاية منه.

ويجب الوقاية من الشمس باستعمال الواقيات من الضياء مثل السيباميد صن كير، أو مستحضرات روك مينيسول أكتيف، أو مستحضرات ستيفل وغيرها الكثير.
ويجب استعمال المبيضات من الكريمات، ونفضل ما ذكرناه أعلاه الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف دهان مرة مساء، وفي حال عدم توفره الديبيغمنتين كريم، وفي حال عدم توفره كريم الأتاشي أو اليونيتون 4.

الفقرة الرابعة من السؤال هي كولونيا ما بعد الحلاقة.

1- يفضل الحلاقة مساء والغسل بالماء والصابون للموضع المحلوق وتجنب سائل ما بعد الحلاقة قدر الاستطاعة لتفادي أي احتمال للحساسية.

2- يفضل استعمال المستحضر الذي لا يسبب حساسية، وخال من المواد الكيمياوية، والمجرب، فليس هناك جيد، بل هناك مناسب ومتوافق مع هذا الشخص أو ذاك.

3- بشكل عام كل العطور تؤدي إلى التهاب الجلد بالعطور، والتصبغات التي تتلوه قد تدوم طويلا، فالوقاية خير من العلاج.

4- ليس صحيحا أن العطور تسبب الشيب إلا إذا كانت من مواد مخربة للشعر، ولا يتحملها، ولكن الأصل أن العطور مواد محرضة لتشكل الصباغ، وليس العكس.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً