الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر عقار (الإندرال) على القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد وصلني ردكم الكريم على استشارتي السابقة، وقرأت فيها أن عقار الإندرال والصبر قليلاً -بإذن الله- هو علاجي.
فاستشرت فريق العمل بمعهد أورام طنطا في مصر وقالوا لي إن الإندرال له أعراض جانبية مميتة، ولا يمكن أن أتناوله؛ لأن له تأثيراً جانبياً على القلب، فهل من بديل يقوم بحل مسألة الرعشة التي تؤرقني في منامي وفي جلوسي وفي كل حياتي، وليس له آثار جانبية؟
أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمع احترامي الشديد للإخوة الذين قالوا لك إن الإندرال هو عقار مميت وله آثار سلبية على القلب، هذا الكلام ليس صحيحاً، فكل الأدوية قد تكون مضرة إذا لم يتناولها الإنسان بالصورة الصحيحة، كما أنها مفيدة، وقد تتحول إلى ضرر بليغ، وحتى البنادول الذي يتناوله الناس بحرية كبيرة قد يؤدي إلى فشل الكبد، وقد رأيت وشاهدت من تحطمت أكبادهم وأدى إلى الوفاة في حالة تناولهم جرعة زائدة.

والإندرال ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى بـ(B-blockers)، وهذا الدواء أول ما استعمل في نهاية الستينات من القرن السابق لخفض ضغط الدم، حيث وجد أنه في جرعة 100-120 مليجرام أو أكثر يؤدي إلى خفض الدم، ولكن يعاب عليه أنه لابد للإنسان أن يتناوله مرتين إلى ثلاث في اليوم، ثم بعد ذلك اتضح أنه يؤدي إلى خفض ضربات القلب المتسارعة، وهذه فائدة عظيمة، ثم بعد ذلك اتضح أيضاً أنه يساعد كثيراً في نوعٍ من اضطرابات القلب التي تكون فيها الضربات غير منتظمة، الضربات الحميدة وليس الضربات الخبيثة أو ما يسمى بالأرزميا.

وهناك بعض الذين يتناولون الشاي والقهوة ربما يشعرون بعدم انتظام في ضربات قلوبهم، أو في حالات القلق والتوتر الشديد قد تظهر هذه الحالات، وقد وجد أن الإندرال دواء فعال وناجع ويعطى بجرعات صغيرة في مثل هذه الحالات، والجرعة تكون من 10-80 مليجرام في اليوم، ثم بعد ذلك لاحظ العلماء أن المرضى الذين لديهم إفراز زائد في هرمون الغدة الدرقية يصابون بالرعشة وحين تم إعطاؤهم الإندرال اختفت هذه الرعشة تماماً، واتضح أن السبب في هذه الرعشة هو لزيادة في إفراز مادة الأدرانالين، ونفس الشيء يحصل في القلق.

إذن؛ فالذي أود أن أؤكده لك أن الإندرال عقار ممتاز وفعال وسليم، وأنا أحترم تماماً أن الإخوة الذين قالوا ذلك، ولكن أرجو أن تستشير أيضاً أطباء القلب وأطباء الباطنية، وأنا أستعمل هذا الدواء منذ حوالي ثلاثين عاماً، وكذلك الكثير من زملائي دون أي مشكلة.

ولكن هناك بعض المحاذير لابد أن نقولها، وهي أن في حالتك تكون الجرعة جرعة صغيرة، وهي 10 مليجرام ثلاث مرات في اليوم، أو لا مانع 20 مليجرام صباحاً و20 مساء، وكما ذكرت لك تتراوح الجرعة من 10-80 مليجرام، ويوجد الآن نوع من الإندرال يسمى بإندرال (LA80) هذا يؤخذ بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وهو صنع خصيصاً لعلاج الرعشة المصاحبة للقلق، فأرجو أن تكون مطمئناً لما ذكرناه لك، ويُمنع منعاً باتاً استعمال الإندرال في حالات وجود الربو، أو أي ضيق في الشعب الهوائية، فهذا يجب أن أنبه إليه.

وهناك دواء رديف للإندرال يعرف باسم تينورمين (Tenoromin)، فهذا الدواء مشهور جداً وهو من نفس فصيلة الإندرال، ولكنه يخفض ضغط الدم بصورة ملحوظة، ويوقف الرعشة أيضاً، ولكن كما ذكرت لك يستعمل أساساً في علاج ضغط الدم، فيمكن أن تستعمله بجرعة 25 مليجرام يومياً، ولكن لابد أن تتأكد من ضغط الدم، وأنا حقيقةً حاولت أن أوضح لك كل ما هو مطلوب عن الإندرال حتى تطمئن، وبما أنك سألت عن دواء آخر أقول لك هو التنورامين، ولكني بأمانة وصدق لا أرى أنه سوف يكون مناسباً لك، ولا زلت أرى أن الإندرال هو الأفضل.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً