الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توجيهات لفتاة تعاني قسوتها على أخواتها الصغيرات لقسوة أبيها عليها

السؤال

أنا أكبر ابنة لوالدي، وليس لدي إخوة، ووالدي رجل قاس جداً، كان يضربني ضرباً مبرحاً في صغري حتى يتحول لون جلدي ليس إلى الزرقة فحسب بل إلى السواد، وما زال إلى الآن يضربني كلما اعترضت على شيء، أو أبديت رأياً مخالفاً، وأنا الآن رغم كرهي للضرب والعنف فإنني بلا شعور أجدني أضرب أخواتي الصغيرات عندما يرفضن أوامري، وألوم نفسي لذلك جداً، وأقول: كيف أفعل بهمن أكثر شيء أمقته؟! وأعتذر منهن لكني أعود.

أريد التخلص من ذلك، فلا أريد أن أكون إنسانة قاسية؛ لأن والدي عاملني بقسوة شديدة، أرجوكم ساعدوني أن أتخلص من العنف الذي بداخلي والشعور بالغضب والرغبة في الانتقام؟ فأنا أكره والدي لأنه كان وما زال يضربني، لكنني أفعل نفس الشيء بأخواتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فليت كل أب وأم أدركوا النتائج المرة للقسوة على الأبناء والبنات، فضلاً عن مخالفة تلك القسوة لهدي من بعث بالرفق والرحمات، ونحن نشكر لك مشاعرك الطيبات تجاه أخواتك الصغيرات، ومرحباً بك وبهن، ونسأل الله أن يرفعك عالي الدرجات، وأرجو أن تلتمسي لوالدك الأعذار؛ فإنه يريد الخير لكنه أخطأ الطريق، ونحن نتمنى أن تقابلي قسوته بالصبر والاحتساب، ولا تعطي الشيطان فرصة للدخول عليك من هذا الباب، فإنه سوف يظل والداً لك مهما كانت القسوة وكثرة العتاب، ونسأل الله أن يرده إلى الصواب.

ولم يتضح لي أعمار أخواتك ولا أسباب غضبك عليهن؟ ولكن أريد أن أقول لك: إن زيادة جرعة العطف والحنان والاهتمام تغني عن استخدام العصا واللوم والتوبيخ، فأشعري أخواتك بحبك لهن، واجتهدي في إدخال السرور عليهن، وإذا غضبت من إحداهن فابتعدي عن المكان وتعوذي من الشيطان، واذكري الرحمن، وغيري هيئتك واحفظي اللسان، فإذا كان الغضب أشد من ذلك فاسجدي للواحد الديان، فإذا ذهب الغضب فعالجي الأمر بهدوء، واعلمي أن كثرة الضرب تولد العناد، وتدمر مستقبل البنات والأولاد؛ لأنها تدمر فيهم الثقة وتدفعهم لتقبل الذل والهوان، واحمدي الله الذي حفظك وأعطاك هذا الوعي، ولا تحاكمي أخواتك لأجل تقصير والدك معك، ولن يضيع أجرك عند الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والحرص على طاعته، وأرجو أن أعلن إعجابي بطريقتك وأكرر شكري لك على مشاعرك النبيلة، ونسأل الله أن يسددك، وأن ينفع بك، وأرجو أن تزيدي من برك لوالديك، وأبشري بتوفيق الله ونصره.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً