الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نمطُ الحياة لدى بعض الناس يؤدي إلى نوعٍ من الشعور بالجهد والإرهاق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من التوتر واضطراب الجسم منذ ثلاث سنوات، ولقد تعالجت ولكني لا زلت أشعر بالتعب والجهد وثقل الرأس، كما أني أتعاطى الآن ما يلي:

1. (سبراليكس) 10 ملجم بمعدل حبة واحدة مساءً.

2. (ستلايزين) 5 ملجم بمعدل حبة واحدة صباحاً.

3. (بيتاسيرك) 8 ملجم بمعدل حبة في الصباح وحبة في المساء، وذلك لشعورى بالدوار.

4. (فاليوم 5) من نصف حبة إلى حبة واحدة عند اللزوم، وذلك عند زيادة الاضطراب.

وأخاف إن قللت الجرعة أن يزيد القلق والتوتر، ويضايقني كثيراً التعب والخمول.

أرجو أن تساعدوني كما عودتمونا دائماً.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالتعب والجهد والإرهاق ربما يكون جزءاً من الحالة النفسية، ولكن أرجو أن تستميحني عذراً أن أقول: إن نمط الحياة لبعض الناس ربما يؤدي إلى نوعٍ من الشعور بالتعب والجهد والإرهاق، وأقصد بذلك أن الإنسان الذي لا يدير وقته بصورةٍ جيدة يشعر في كثير من الأحيان بالجهد والتعب، ولقد اتضح الآن بما لا يدع مجال للشك أن الإنسان الذي لا يمارس الرياضة يُصاب بالجهد والتعب، حيث إن الرياضة تكون باعثةً للطاقات النفسية والجسدية، فهي تقوي النفوس كما تقوي الأجساد.

عليه؛ فنقطة البداية الأولى لعلاجك هي ممارسة الرياضة، ويجب ألا تقل هذه الممارسة عن 40 دقيقة يومياً، وأفضل رياضة في عمرك هي رياضة المشي، فعليك أن تضع لذلك أهمية كبيرة، وأرجو ألا تبخل على نفسك بذلك. هذا أولاً.

ثانياً: التواصل الاجتماعي الذي يمثل ركيزةً أساسية من ركائز التأهيل، وأنا أعرف أن أهل السودان متواصلين، فهذه أيضاً آلية علاجية تأهيلية في حالتك.

الشيء الآخر الذي أود أن أقوله لك: إن الأدوية التي تتناولها هي أدوية جيدة جداً، ولكن دواء مثل (الفاليم) دواء يؤدي إلى استرخاءٍ، وربما يكون مثبطاً في بعض الحالات، فأرجو ألا تكثر منه، وأنت الحمد لله لا تستعمله بصورة مستمرة.

أما البيتاسيرك فهو دواءٌ جيد لعلاج الدوار، كما أنه يحسن الدورة الدموية بالنسبة للأذن الداخلية، وكذلك لجهاز التوازن، ولكن لا تتناوله أكثر من حبتين في اليوم.

الذي أرجوه منك هو ألاَّ تتناول الاستلازين في الصباح، ولكن تناوله ليلاً مع السبراليكس بصورة منتظمة، فهذا أيضاً سوف يعطيك فرصة ومجالاً لئلا تكون تحت تأثير الأدوية في الصباح، وهذا سوف يزيد بالتأكيد من النشاط لديك.

كما لا أتصور أنك تعاني من أي مرض عضوي (جسدي)، ولكن سوف يكون من الحكمة الطبية أن تجري بعض الفحوصات الرئيسية البسيطة جداً للتأكد من قوة الدم، ومستوى السكر، ووظائف الكبد والكلى، وهي فحوصات روتينية جداً.

أرجو أن تركز أيضاً على التأكد من نشاط الغدة الدرقية؛ لأنه في بعض الحالات التي يكون فيها الإنسان يعاني من التعب والإجهاد الغير مبرر، ربما يكون هنالك عجزٌ في الغدة الدرقية، وهذا إذا وجد فعلاجه بسيط جداً، وأنا لا أقول لك: إنك مصاب بذلك، ولكني أعتقد أنك لابد أن تتأكد من ذلك.

لا مانع أيضاً من أن تتناول كوباً من الشاي أو القهوة المركزة في الصباح، فهذه تؤدي إلى فائدة كبيرة، وأرجو أيضاً أن تتجنب نوم النهار، ولا مانع من القيلولة البسيطة، وعليك دائماً أن تكون حريصاً على الدعاء، واستعذ بالله من العجز والكسل، فهذا يزيل كل المتاعب عنك بإذن الله تعالى؛ لأن البلاء يُرفع بالدعاء، فادع الله وأنت موقنٌ بالإجابة.

أرجو أن تتمسك بهذه الآليات الإرشادية، وسوف تجد أن أمورك قد تحسنت، وأشكرك وجزاك الله خيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً