الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استخدام أكثر من دواء لعلاج الوساوس القهرية في نفس الوقت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أستعمل الآن بروزاك (20ملجم) من أجل الوساوس، فهل يمكنني استعمال دواء الإيفكسر - من أجل الاكتئاب والعصبية - في نفس الوقت مع البروزاك؟ وما هي جرعة الإيفكسر؟

وجزاك الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بشرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمبدأ العام في العلاج النفسي الدوائي هو أن يتناول الإنسان دواءً واحداً بجرعةٍ صحيحةٍ بقدر المستطاع، ولكن في كثيرٍ من الحالات يلجأ الأطباء لإعطاء أكثر من دواءٍ باعتقاد أن ذلك ربما يؤدي إلى نوعٍ من التدعيم والمساندة الدوائية والعلاجية، وبالطبع لابد أن يكون الطبيب مقتدراً ويعرف التفاعلات التي ربما تحدث بين هذه الأدوية؛ لأن هنالك بعض الأدوية إذا أُعطيت مع بعضها البعض في نفس الوقت ربما تأكل بعضها البعض وربما تحدث تفاعلات سلبية .. وهذه مقدمة عامة.

وأما بالنسبة لحالتك - الوساوس القهرية - فيعتبر البروزاك من أفضل الأدوية في علاجه، كما أن البروزاك يعالج الاكتئاب أيضاً بدرجة ممتازة ولا شك في ذلك، ويساعد بعض الناس في تقليل العصبية ولا يساعد آخرين، ولا مانع مطلقاً من استعمال البروزاك مع الإيفكسر، ولكن يجب أن تحسب الجرعة وتراعي ذلك بدقة؛ فكل 20 مليجرام من البروزاك تعادل 75 مليجرام من الإيفكسر، وأقصى جرعة للبروزاك هي (60 - 80) مليجرام في اليوم، وأقصى جرعة للإيفكسر هي (225 - 300) مليجرام في اليوم.

وأنصحك بأن تتناول الدوائين مع بعضهما البعض بأن تأخذ 20 مليجرام من البروزاك وتبدأ بـ 37.5 مليجرام من الإيفكسر، وبعد ذلك ترفعها بنفس هذا المعدل - 37.5 مليجرام - كل أسبوعين بشرط ألا تتعدى الجرعة التي تتناولها 150 مليجرام في اليوم؛ أي 20 مليجرام من البروزاك و150 مليجرام من الإيفكسر.

وإذا أردت أن تتناول جرعة أكبر من البروزاك؛ على سبيل المثال 40 مليجرام (كبسولتين) في اليوم ستكون الجرعة السليمة بالنسبة للإيفكسر هي 75 مليجرام، وأرجو ألا تتعدى ذلك.

كما أريد أن أنبه لشيءٍ آخر وهو أنه حين تود أن تتوقف عن الإيفكسر لابد أن يكون ذلك بالتدريج لأن هذا الدواء يؤدي في كثيرٍ من الحالات إلى أعراضٍ انسحابية تتمثل في القلق والتوتر والشعور بالدوخة، ولكن إذا توقف الإنسان عنه تدريجياً لا يحدث له ذلك، علماً بأنه لا يحدث أي نوع من آثار الانسحاب مع البروزاك.

ومن أجل الفائدة العامة فالدراسات تشير إلى أن إعطاء البروزاك مع الفافرين ربما يكون هو أفضل وأنجع علاج لعلاج الوساوس المرتبطة بالقلق والعصبية، وجرعة البروزاك حتى (60 - 80) مليجرام في اليوم، والإنسان لا يحتاج بالطبع لذلك، وأما جرعة الفافرين فأقصى جرعة هي جرعة 300 مليجرام في اليوم، إذن فكل 75 مليجرام من الفافرين توازي 20 مليجرام من البروزاك.

كما أن بعض الناس يستفيدون كثيراً من تناول 20 مليجرام من البروزك في الصباح و100 مليجرام من الفافرين في المساء، ويفضل أن يتناول الإنسان هذه الأدوية بعد تناول الطعام.

وهذه مجرد معلومة عامة، وأسأل الله لك التوفيق والشفاء، ووصيتي لك هو أن لا تتجاهل العلاجات السلوكية فيما يخص الوساوس، وعليك أن تمارس الرياضة؛ لأن هذه العلاجات السلوكية كلها آليات علاجية تدعم كثيراً العلاج الدوائي.

وأسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً