الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوقف عن دواء (الإيفكسر) لابد أن يكون تدريجياً

السؤال

السلام عليكم .
الدكتور محمد عبد العليم.

أنا الآن أستخدم دواء أفكسور الذي ناسبني جداً والحمد لله، وأريد أن أعرف معلومات عن دواء أفكسور، الجرعة التي أستخدمها كانت 73.5 لمدة أسبوعين، ثم رفعت الجرعة إلى 75 لمدة شهر وأسبوعين، وأنا الآن أشعر بتحسن كبير جداً والحمد لله، وبدأت أشعر تدريجياً بشعوري بالواقع، وكذلك خفت الانقباضات العضلية.

علماً أن هذا التحسن فقط بجرعة 75 فهل تنصحونني برفع الجرعة إلى 112.5 أم إلى 150؟ علماً بأنه مذكور في الورقة الإرشادية للدواء، وأنه يفضل استخدام جرعة 75 وتؤخذ مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، وأتمنى أن أعرف طريقة إيقاف هذا الدواء.

شكراً لكم د.محمد عبد العليم وجزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإيفكسر من الأدوية الجميلة، ومن الأدوية الفعّالة جدّاً، وهو قليل الآثار الجانبية، ربما يؤدي إلى شعور بالغثيان بسيط في الأيام الأولى في بداية العلاج، وربما يزيد الوزن قليلاً لبعض الناس، وأيضاً حين يؤخذ بجرعات كبيرة ربما يؤدي لارتفاع بسيط في ضغط الدم لدى بعض الناس، بخلاف ذلك فهو دواء ممتاز، وحين يتوقف عنه الإنسان لابد أن يتوقف بالتدرج؛ لأن الذي يتوقف عنه فجأة ربما يحس بالقلق والدوخة وربما التوتر، إذن فالتوقف التدريجي مطلوب.

كما ذكرت أنت جرعة البداية من هذا الدواء (الإيفكسر) هي 37.5 مليجرام، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة تدريجيّاً حسب متطلبات حالة الإنسان، والجرعة القصوى هي 225 مليجرام في اليوم، فهنالك من يرى أن بعض الناس ربما يحتاج 300 مليجرام، ولكن كما نشاهد من تجاربنا العملية أن معظم الناس يستفيد كثيراً على 75 إلى 150 مليجرام في اليوم.

إذا أردت أن تأخذ جرعة 150 مليجرام فلا مانع من أن تأخذها صباحاً ومساءً بجرعة 75 مليجرام في كل مرة بحيث تصير في اليوم 150 مليجرام، أو يمكن أن تتناول 150 مليجرام إيفكسر XR لأن هذا الدواء XR بطيء الإفراز، ويعتبر كافيا جدّاً كجرعة واحدة في اليوم، هذا لا يعني أني أنصحك برفع الجرعة ما دمت مستفيداً على جرعة 75 مليجرام، فأعتقد أن ذلك يكفي، ولكن إذا شعرت أن هذا التحسن قد تأخر أو لم يصل للدرجة التي تريدها فلا مانع أن ترفع الجرعة إلى 150 مليجرام في اليوم، ولا أظنك أنك سوف تحتاج لأكثر من ذلك.

بالنسبة للتوقف عنه فكما ذكرت أنه من الأفضل أن يكون تدريجيّاً، وأرجو ألا تستعجل مطلقاً في التوقف عنه، فالدراسات الآن تشير إلى أن الذين يستمرون على هذه الأدوية لأطول مدة ممكنة تكون فرصة الشفاء وعدم الانتكاسة أكبر بكثير ممن يتوقفون عن الدواء بصورة أسرع، فالدراسات تشير إلى أن في نوبة الاكتئاب الأولى أقل مدة مطلوبة للعلاج بعد الشعور بالتحسن يجب أن تكون ستة أشهر.

أما بالنسبة لطريقة التوقف فيمكن أن تسحب 37.5 مليجرام من الجرعة التي تتناولها – أي كانت – كل أسبوعين، وحين تصل إلى 37.5 مليجرام الأخيرة تسحب حبة يوماً بعد يوم في خلال أسبوعين، وهذا يعتبر أفضل نوع من التدرج للتوقف عن هذا الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً