الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهله يرفضون زواجه من خارج الأسرة وهو متعلق بي كثيرا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد تعرفت على شاب فأحببته وأحبني، ولكن المشكلة أن أهله لا يريدونه أن يرتبط بزوجة من خارج الأسرة، وهو متعلق بي كثيراً ويقول لي: هل تمانعين إذا تزوجتك بالسر؟ وأنا أعرف أن هذا الشيء لن يرضي أهله ولا أهلي، فماذا أفعل؟!

علماً أنه لا يستطيع إقناع أهله، وأنا أحبه وأريده زوجاً لي، ولكن إذا كان هذا موقف أهله فأريد الابتعاد عنه، وأنا ولله الحمد أحافظ على أموري الدينية وأتمنى من الله أن يجمعني به، ولكن إذا لم يكن لنا نصيب فأريد أن أتركه ولا أعرف ماذا أفعل؟ وكيف السبيل لهذه المشكلة العاطفية التي تواجهني؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصح شبابنا بعدم التمادي في العلاقات العاطفية إلا إذا وضعت في إطارها الشرعي وتم الإعلان عن تلك العلاقة، وقد يصعب جداً أن يسعد الإنسان مع أسرته إذا كانت هناك معارضة من جانب الأهل، وسيجد الإنسان نفسه أمام خيارات بالغة الصعوبة والتعقيد، ولذلك فنحن ننصح كل شاب يجد في نفسه ميلاً إلى فتاة أن يبدأ مشواره بإخبار أهله ثم بالتقدم إلى أهل الفتاة والتأكد من موافقتهم بعد التعرف عليهم والتعريف بنفسه وأسرته، وإذا تمت هذه الخطوات وحصلت الموافقة والتوافق فليس للمتحابين على هذا المعنى مثل النكاح وخير البر عاجله.

ولا شك أن أهلك لا يوافقون على زواج السر، وكذلك أهل الشاب، والأهم من كل ذلك هو أن نكاح السر مرفوض من الناحية الشرعية، وكان عمر رضي الله عنه يضرب عليه، وأرجو أن تبعدوا عن أذهانكم مجرد التفكير في هذا الأمر، فلا نكاح إلا بولي وكاتب وشاهدي عدل: ويتم ذلك بإعلان.

ونحن ننصح الجميع بأن يجعلوا موافقة الأهل أساسية في هذه الأمر، فإن أولياء المرأة هم مرجعها إذا فارقها زوجها بموت أو طلاق، كما أن الرجل لا يمكن أن يستغني عن أهله بحال من الأحوال، ولا بأس من تكرار المحاولات، والتوجه إلى رب الأرض والسماوات، وإدخال أصحاب العقل والوجاهات، فإذا تعذرت الموافقة فعليكم بقطع العلاقة، ومما يساعدك على ذلك ما يلي:

1- اللجوء إلى مصرف القلوب.

2- البعد عن أماكن وجود الشباب.

3- التخلص من كل ما يذكرك به من أرقام وذكريات.

4- شغل النفس بالمفيد والإقبال على كتاب الله المجيد.

5- عمارة القلب بحب الله، وشغل اللسان بذكره وشكره.

6- الصبر والرضا بقضاء الله وقدره.

7- الاقتراب من والدتك وأسرتك.

8- التوبة والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله الذي وعد المتقين بتيسير الأمور ومغفرة الذنوب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً