الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امرأة متزوجة منذ صغرها وهي تمص الإبهام خلال النوم

السؤال

أنا سيدة متزوجة عمري 26 عاماً، منذ صغري وأنا أعاني من مشكلة مص الإبهام خلال النوم وبدون شعور مني .. أي أنني أنام بشكل عادي (دون مص الأصبع) ولكنني أستيقظ في الليل لأجد نفسي أمص إبهامي بدون أي شعور مني، مما يسبب لي حرجاً أمام زوجي.
أرجو المساعدة، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
هذه العادة موجودة ومعروفة، وهي تنتمي إلى ما يعرف بعصاب الطفولة، ومنها مص الإصبع، قضم الأظافر، الارتباط بشيءٍ معين عند النوم، مثل أن ينام الإنسان في سرير واحد لا يغيره مطلقاً، أو لابد أن يكون لديه نوع من اللحاف أو المخدة المعينة...وهكذا، فسرها بعض العلماء بأنها نوع من الوساوس.
عموماً، هي إحدى العادات التي يكتسبها الإنسان منذ طفولته، وهذه العادات تنتهي غالباً بعد فترة اليفاعة والشباب، أنا مستغرب قليلاً أنك لا زلت تعانين من هذه الحالة عند هذا العمر.

عموماً، أؤكد لك أنها ليست مرضاً، إنما هي عادة مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقده الإنسان.

إذن، لابد أن تبذلي جهداً وتقولي لنفسك: هذه عادة سخيفة، هذه عادة طفولية، لماذا أقوم بها؟ لن أقوم بها...ربما تقولي لي أن العادة هي في الأصل ليست تحت الشعور..لا..أيضاً الإنسان يستطيع أن يزيل الأشياء التي لا شعورية أو التي في عقله الباطني إذا أجرى حواراً جاداً وفعالاً على مستوى الشعور، إذن حتمي وقولي: أنا لن أقوم بذلك العمل أبداً، لن أقوم بهذه العادة..هي عادة سخيفة.

وفي ساعات اليقظة بإمكانك أن تجلسي في مكان وتسترخي وتتأملي أنك تقومي بمص أصبعك، ومع هذا التأمل تأملي في شيء مضاد له تماماً، مثل الشعور بالألم مثلاً، تصوري أنه قد حدث لك ألم شديد في البطن أو صداع شديد، اقرني هذا الألم الخيالي بمص الإصبع الخيالي أيضاً في هذه الحالة، وهذا إن شاء الله يضعف هذه العادة؛ لأنه يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي.

أحد التمارين السلوكية الأخرى هي أن تجلسي أيضاً في مكان هادئ، قومي بأخذ يدك على فمك، ضعي إصبعك في موضع أنك تريدين القيام بمص الإصبع، وعند البداية قومي بنزع يدك بصورةٍ قوية ومفاجئة، وقومي بالضرب على يدك على جسم صلب...كرري ذلك، ولابد أن تحسي بالألم.

إذن التمرين هو أنك تحاولين إدخال العادة الوسواسية المكتسبة، وفي نفس الوقت تقومين بربطها بعملٍ مخالف ومؤلم وهو إدخال الألم على النفس، هذه بعض الحيل أو العلاجات السلوكية النفسية الأخرى التي وجدت أنها فعالة.

هنالك دواء أيضاً يعرف باسم فافرين، وجد أنه يقلل من هذه العادات، خاصةً مص الإصبع أو نزع الشعر والذي أيضاً نسأل عنه كثيراً، الفافرين جرعته هي 50 مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تخفض مرة أخرى إلى 50 مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه.
ولا بأس أن تضعي على أصبعك لعاب الصبر الشديد المرارة ليصبح الفم يتقزز من التقام الأصبع.
إذن هذه الإرشادات النفسية وهذا هو العلاج إن شاء الله سوف يفيدك في إزالة واختفاء هذه العادات بإذن الله تعالى.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء والعافية.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً