الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التبول اللاإرادي عند بنت تبلغ عشر سنوات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ..

الحقيقة أن لي مشكلتين مع ابنتي الاثنتين: الأولى عمرها عشر سنوات، وتُعاني من التبول اللاإرادي منذ حملي بأختها .

استعملت معها كل الوسائل، إلى أن عرضتها على الطبيب، وأعطاها بخاخاً لمدة شهرين، مصحوباً بجدول يومي عليه علامة شمس وغيوم.

تضع علامة تحت الغيوم عندما تصبح مبللة، وعلامة تحت الشمس عندما تُصبح نظيفة.
في الشهر الأول كانت النتيجة رائعة، أما الشهر الثاني فعادت إلى عادتها القديمة، وتعبت معها، وتركتها على راحتها، فتحسن الحال، ولكن ليس الشفاء التام، فإلى متى ستظل على هذه الحال وقد بدت عليها علامات البلوغ؟

أما بالنسبة لابنتي الثانية، فعمرها سنتان ونصف، وهي كثيرة البكاء لدرجةٍ لا تطاق، فهي تريد اللعب بكل شيء ولا تريد سماع كلمة لا، عندما تسمعها تصيح وتظل تبكي ولا تسكت، صدقوني أصبحنا نتجنب بكاءها بتلبية بعض الرغبات، ولكن ليس معنى هذا أنها مدللة، فلقد أضطر إلى ضربها على يدها أو عقابها برفع الأيدي في ركن أجده ينفع في بعض الأحيان، ولكن رجاءً إخوتي الأعزاء أن تفيدوني بنصائح تقلل من كثرة البكاء، مع العلم أنني أعمل كامل اليوم وأضعها في حضانة بجانب منزلي، وهم أناس طيبون ويحبونها، وهي دلوعة أبوها نوعاً ما.

آسفة على الإطالة، وأرجو أن تجيبوني في أسرع وقت.

وجعل عملكم هذا في ميزان حسناكم... اللهم آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Souad حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نوعية هذه الاضطرابات التي تحدث لدى الأطفال، نحن نعتقد في كثير من الحالات أن تحمل الأبوين أيضاً قد يكون قلَّ كثيراً مما جعل هذه الأعراض تظهر على السطح، فأرجو أن تكوني أكثر تحملاً وأكثر صبراً، وأن تتذكري أن الأطفال والذرية هي نعمة كبيرة من نعم الله تعالى علينا.

بالنسبة للتبول اللاإرادي للبنت في هذا العمر، بالطبع هو شيء غير مقبول، وهذا ربما يكون ناتجاً عن نوع من الاضطراب الوجداني العاطفي وعدم شعور الطفلة بالطمأنينة، ربما يكون هو السبب والدافع في ذلك.

ما أعطاه لك الطبيب من بخاخ هو واحد من الهرمونات التي تقلل التبول، وحقيقةً لابد أن تلجئي إلى البرامج السلوكية مثل الذي نصح به الطبيب، فهذه تعتبر برامج جيدة وفعّالة جدّاً، وهنالك برامج إضافية، مثل:

أولاً: هذه البنيّة يجب أن تشعر بكينونتها، ويجب أن تشعر بوجودها وأنها في مكان المسئولية، فأرجو أن تعطيها بعض المهام معك في البيت كترتيب المنزل والطبخ ومشاورتها في كل أمور المنزل، وأن تجعليها أن تهتم بأختها الأخرى، فهذا أمر ضروري جداً، ويؤدي إلى بناء شخصيتها، ويُساعدها كثيراً في التخلص من هذا التبول اللاإرادي، وعليك أيضاً أن تلجئي إلى تحفيزها دائماً، وأن تكثري من الثناء عليها، ووجهيها ولا تنتقديها... هذا أمر يعتبر من الأمور الضرورية جدّاً.

هنالك أيضاً ثقافات عامة فيما يخص التبول اللاإرادي، وهي: عليها أن تحاول أن تمسك البول وأن تحصره في أثناء النهار ولا تذهب كثيراً للحمام، فهذا ضروري جدّاً حتى تعطي للمثانة فرصة لاتساعها، وعليها أيضاً أن تقوم بممارسة بعض الرياضة خاصة رياضة الحبل والتي تقوي عضلات البطن وكذلك عضلات المثانة، وعليها بالطبع أن تذهب إلى الحمام قبل النوم -هذا ضروري جدّاً – وأن تجلس في الحمام وحتى بعد أن ينقطع البول عليها أن تدفع لتخرج أي بول تبقى؛ لأنه يعرف أنه بعد أن تنتهي حرة البول هنالك الكثير من الأطفال يقومون من الحمام ويكون ربع أو ثلث البول لازال موجوداً في المثانة، فهذه أمور بسيطة جدّاً ولكنها ضرورية، وعليها أيضاً ألا تتناول أي شيء من المشروبات مثل الشاي والقهوة أو الحليب أو البيبسي بعد الساعة السادسة مساءً.. فهذا يساعدها كثيراً.

في هذا العمر هنالك عقار يعرف باسم تفرانيل نعطيه لهؤلاء الأطفال ويُساعدهم كثيراً، فهذه الابنة الفاضلة إذا تناولت هذا الدواء (تفرانيل) بجرعة 25 مليجراماً ليلاً أعتقد أنه سوف يساعدها كثيراً، علماً بأنه دواء فعّال وجيد، يمكن أن تتناوله لمدة شهرين أو ثلاثة.

بالنسبة لابنتك الصغرى وبكائها، فهذا نوع من الاحتجاج، فإذا لم يكن الطفل مصاباً بمرض عضوي كآلام البطن أو آلام الأسنان وهي من الحالات التي تؤدي كثيراً للبكاء لدى الأطفال، فيكون البكاء هو نوع من الاحتجاج على عدم تلبية الرغبات والاحتجاج على فقدان الاهتمام... وهكذا، إذن أرجو أن تكون هنالك موازنة تربوية تقوم أيضاً على التحفيز وعلى التوبيخ البسيط وطريقة النجوم التي تعتبر جيدة جدّاً لهؤلاء الأطفال، ففي غرفتها وبالقرب من سريرها قولي لها إذا لم تبكي ولم تصرخي..وإذا قمت بما هو جيد وإيجابي سوف تأخذين نجمتين، وإذا قمت بأي تصرف وسلوك سالب سوف تسحب منك نجمة، ويكون هنالك اتفاق في نهاية الأسبوع على استبدال ما تكسبه من نجوم بشيءٍ محبب لها، وهذه الطريقة طريقة جيدة تتطلب الصبر ولكنها في نهاية الأمر فعّالة جدّاً.

أيضاً التجاهل يُعتبر أمراً ضرورياً جدّاً، فالتجاهل يفيد كثيراً، فالطفل حين يبكي غالباً عن الانتباه وغالباً هو نوع من الاحتجاج وتجاهلها إن شاء الله يفيد كثيراً.

بالنسبة لوضعها في ركن وهي رافعة اليدين فهذا بالطبع أسلوب علاجي سلوكي وهو جزء من التوبيخ ولا مانع من ممارسته، ولكن في ذات الوقت يجب أن تحفز وتكافئ بالمقابل حين تقوم بأي عمل وتصرف إيجابي، وعموماً هذه مراحل تربوية معروفة في حياة الأطفال فأرجو الصبر، وأنا أقدر أنك مشغولة في بيتك، ولكن اتباع هذه الإرشادات سوف تُساعدك كثيراً، كما أنه لابد لزوجك أن يساهم، ولابد أن يتبع نفس المنهج ونفس الأسلوب التربوي بحيث تكون هنالك نوع من المعاملة الواحدة ومنهج تربوي واحد، وأعتقد أن والدها يجب أن يقلل مما ذكرتِه من أنه يعاملها معاملة خاصة كقولك (دلوعة أبوها) فهذا يجب أن يوقف ولابد أن تكون التربية متوازنة.

نسأل الله تعالى لهنَّ الصلاح والعافية، ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً