الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة قطع علاقة المخطوبة بخطيبها إذا لم تتم الخطوبة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا حديثة التخرج، وفي بداية دراستي الجامعية كان هناك صديق مقرب للعائلة، وكان أهلي يستشيرونه دائماً في كل شيءٍ يخصني إلى أن صرح لأهلي أنه معجبٌ بي، ويريد أن يتقدم لخطبتي فوافقوا ورحبوا وأنا كذلك، وظللنا مخطوبين لمدة سنتين إلى أن حصلت مشكلة، وهذه المشكلة هي: أن أخي يكره خطيبي، وطلب مني أن أتركه أكثر من مرة ولكني كنت أرفض إلى أن قرر أخي أن ينهي الموضوع، فبدأ بالوقيعة بين خطيبي وأبي، وقال له بأن خطيبي قال كلاماً غير طيب عن أهلي، ولذلك أصرَّ والدي على عدم إتمام هذه الزِّيجة، ولكني ظللت متمسكة به وظل والدي مصرٌّ على رأيه حتى انتهى الموضوع للأبد، ولكني ظللت على علاقةٍ مع خطيبي فكنت أكلمه ويكلمني من غير علم أهلي، علماً بأني لا أريد ذلك الأمر، وأريد منكم حلاً دينياً، علماً بأن جميع محاولات الصلح فشلت، وليس هناك أملٌ في أن يوافق والدي على زواجي منه.
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نلومكِ على الاستمرار في علاقتكِ مع الرجل بعد حصول تلك المشاكل وبعد قناعتك بأن الزواج لن يتم؛ لأن الهدف من الخطوبة هو الزواج، فإذا وصلتم إلى طريقٍ مسدودٍ فلابد من قطع العلاقة نهائياً، ونحن لا ننصح أي فتاة بالارتباط برجلٍ ترفضه عائلتها؛ لأن ذلك سوف يُوقعها في الحرج الشديد، ولن تستطيع أن تجمع بين واجباتها كزوجةٍ وبين صلتها بأرحامها، وكل ذلك مطلوبٌ شرعاً، كما أن الأولياء هم مرجع الفتاة إذا مات زوجها أو ظلمها أو طلقها وهم أحرص الناس على مصلحتها غالباً.
وقد فهمت أن مشاعرك تجاهه فاترة، وهذا أيضاً مما يُرجح تفضيل عدم الارتباط، وفي كل الأحوال نحن نتمنى طيّ هذه الصفحة على الأقل في الوقت الحالي حتى تهدأ العاصفة، وإذا كان صاحب دين وله رغبة فباستطاعته أن يكرر المحاولات ويطلب مساعدة أصحاب الوجاهات، وأما من جانبك أنت فنحن نُفضل السكوت عن هذا الموضوع والبعد عن ذلك الشاب حتى لا تفقدي ثقة أهلك بك، بالإضافة إلى أن الرجل أجنبي عنك، وأرجو ن يستغفر الجميع على تهاونهم وتوسعهم في العلاقة مع ذلك الرجل الذي جعلوه مسئولاً ومشرفاً عليك ومنحه الثقة ثم تغيروا عليه.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الإسلام دينٌ يرفض الظلم أيّاً كان مصدره، وليس من حق أخيكِ أن يقف في طريق الرجل ولا أن يحول بينك وبين رجلٍ يمكن أن تسعدي معه، فإن الإسلام يجعل هذا الأمر بأيدي البنات؛ لأنهن صاحبات المصلحة، وليس للأولياء أن يرفضوا إلا لاعتباراتٍ شرعية، وبهذا يتبين لنا أن ما يفعله بعض الآباء والإخوان والأهل ينطوي على مخالفاتٍ شرعية يدفع فيه الجميع ثمناً باهظاً.

وليت الآباء والأهل أدركوا أنهم يستطيعوا أن يشتروا لبناتهم الثياب والطعام لكنهم قد يفشلوا في اختيار الزوج الذي يُسعدهن، ومن هنا تتجلى عظمة الشريعة التي جاء فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (البكر تُستأذن وإذنها صماتها، والثيب أحقُّ بنفسها من وليها).
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ومراعاة أحكام شريعته: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63]، ونسأل الله أن يقدر الخير ثم يرضيكِ به.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً