الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام اليقظة دمرت تركيزي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا موراد من الجزائر، كتبت لكم رسائل سابقاً وأشكركم على الرد علي.

لدي مشكلة أحلام اليقظة، إذ إنني أستغرق فيها لمدة طويلة جداً، حيث إنها صارت حالة مرضية لدي، فأنا كلما نهضت وخرجت إلى الشارع -أي أنني كلما أبدأ بالمشي- تبدأ هذه الأحلام التي تدوم طويلاً والتي دمرت تركيزي، إذ صرت دائماً شارد الذهن، فعندما يكلمني شخص لا أسمع أحياناً حتى ما يقوله بل أسرح بعيداً عنه، ونفس الشيء في الدراسة، فأنا لا أتمكن من التركيز مع الأستاذ بل أسرح بعيداً عنه.

أرجو أن تقدموا لي نصائح تساعدني.

وشكراً.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ موراد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أيها الابن الفاضل! أحلام اليقظة أو الإسراف في التفكير الخيالي هي من الأشياء التي نشاهدها كثيراً في فترة اليفاعة والشباب، ويجب أن يقتنع الإنسان أنها أحلام وليست حقيقية...هذا هو الشيء الأول والأساسي.

هنالك عدة طرق تُساعد في القضاء عليها، علماً بأنها سوف تنتهي أيضاً تلقائياً بتطور العمر وتقدمه، أرجو أن تجلس في مكانٍ هادئ، ثم بعد ذلك حاول أن تفكر وتسرح بتفكيرك في خيالاتٍ كثيرة، بعد ذلك قم بالضرب على يدك بشدة وبقوة حتى تحس بالألم، أي حاول أن تقطع حبل التفكير بإدخال هذا الألم عليك، ثم بعد ذلك ابدأ في التفكير مرةً أخرى لمدة خمس دقائق، ثم قم أيضاً بالضرب على يدك بعد ذلك حتى تحس بالألم، ثم فكرة مرةً أخرى، استرسل في أحلام اليقظة لمدة دقيقتين، ثم بعد ذلك قم بالضرب على يدك مرة أخرى، بعد ذلك سوف تلاحظ أن هذه الأحلام بدأت في الانخفاض في حدتها وفي مدتها .

لا شك أن هذا التمرين البسيط يتطلب التكرار يومياً، ويفضل أن يكون صباحاً ومساءً، وأن تجلس وأنت مسترخياً .

الطريقة الثانية هي أنه حين تأتيك فكرة أحلام اليقظة أدخل عليها فكرة مضادة لها تماماً، هذا أيضاً إن شاء الله يقلل منها.

بالنسبة لأحلام اليقظة حين المشي، هذه يمكن التخلص منها بصورةٍ مفيدة وطيبة جداً، وهي أن تعتمد على الأذكار، أنت حين تمشي مع كل خطوة قل: سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر، لا إله إلا الله... وهكذا، كرر الاستغفار مع كل خطوة، وصدقني أنك بعد فترة سوف تجد أن هذه الأحلام انقطعت تماماً .

أنا أتحدث معك على تجربة في هذا الأمر، ولدي الكثير من استفاد من هذه الطريقة البسيطة.

إذن: طريقة التسبيح والتحميد هي إن شاء الله تقلل أو تزول أو تجعل هذه الأحلام تختفي وتزول بصفةٍ كاملة، ولك إن شاء الله أجر في ذلك .

الطريقة الثالثة هي: تناول الدواء فأنا أفضل أن تتناول أحد الأدوية البسيطة، هنالك عقار يعرف باسم موتيفال، يمكنك أن تتناول منه حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، هذا إن شاء الله سوف يساعدك كثيراً؛ لأن أحلام اليقظة فيها جانب القلق، وهذا الدواء يعرف أنه يمتص الطاقات القلقية.

إذا لم تجد الموتيفال سيكون الدواء البديل هو فلونكسول، وجرعته هي نصف مليجراما حبة واحدة يومياً صباحاً أو مساء لمدة ثلاثة أشهر أيضاً.

لا شك أنك أيضاً مطالب بتقسيم وقتك بصورةٍ صحيحة، خصص وقتاً للرياضة، هذا أيضاً يقلل كثيراً من أحلام اليقظة، ووقتاً للنوم، ووقتاً للراحة، ووقتاً للمذاكرة، ووقتاً للترفيه عن النفس، ووقتاً للعبادة، ووقتاً للتواصل.

إدارة الوقت يا أخي أيضاً من الفنون الجميلة والعظيمة جداً، والتي تقلل من هذه الأحلام إن شاء الله تعالى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً