الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحقق أمنياتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب متدين عمري 20 سنة، وعندي ثلاث أمنيات صعبة المنال، وهي: التفوق، الزواج بفتاة متدينة، زيادة طولي، فهل هذا يمكن تحقيقه؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تحقيق الأهداف والنجاح بيد الكريم الفتاح، وعلى المسلم أن يبذل أسباب الفلاح ثم يتوكل على من يرزق التفوق والصلاح ويرفع أكف الضراعة للعظيم فالق الإصباح.

ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يجعل للهدى والخير مصباح، وقد أحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني ** ولكن ألق دلوك في الدلاء

وعلى المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح؛ لأن النجاح هبه من الله، ولذا فنحن نتمنى أن تفعل الأسباب ولا نعتمد عليها ونعول عليها لأن الأمر لله من قبل ومن بعد.

وهذا رجل من السلف يقول: تأملت الخيرات فوجدتها كثيرة فإن تفكرت فوجدها بيد الله، وأدركت أن ما عند الله لا ينال إلا بالدعاء فعلمت أن الدعاء هو أفضل الأعمال، ولا عجب فإن الدعاء هو العبادة وقال ربكم ((ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي))[غافر:60].

ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، ولكن من يرفع أكفه إلى الله لا يرجع صفر اليدين، فأما أن يستجيب الله دعوته وأما أن يدفع عنه من البلاء مثلها، وأما أن يكتب له من الثواب مثلها، ومن هنا يتضح لها أن الإجابة تتنوع، ورحم الله رجالاً من السلف كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه وإذا لم يعطهم كانوا بالمنع راضين يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول لها: مثلك لا يجاب أو لعل المصلحة في أن لا أجاب، والسعيد هو من يرضى بقسمة الله ويوقن أن اختيار الله له أفضل من اختياره لنفسه، وكان عمر بن العزيز يقول أصبحت أرى سعادتي في مواطن الأقدار.

ولا يخفى عليك أن المهر على قدر قيمة المطلوب، ومن يطلب الحسناء لم يغلها المهر، ولابد دون الشهد من إبر النحل، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.

ولا شك أن من يريد التفوق لابد أن يضاعف المجهود ويتوكل على الرب المعبود ويتوجه إلى خالق الوجود، كما أن من يريد صاحبة الدين عليه أن يكون من المتدينين وأن يسير على خطى رسولنا الأمين، وأن يكون مع الله في كل آن وحين، ومن رغب في الطول أو في غيره فليس أمامه إلا التوجه إلى الله وفعل الأسباب وسؤال الأطباء عن إمكانية زيادة الطول فإن أعلنوا عجزهم فعليه أن يكرر اللجوء إلى الله، ويسأل من أمره بين الكاف والنون، ومن سعادة الإنسان أن يطول عمله بالصالحات ويطول صبره لرب الأرض والسماوات، ويتطاول بحمله على أصحاب الجهالات.

ونسأل الله أن يوفقك للخير ويبلغك الغايات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً