الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تزوج أخي من فتاة متبرجة فساءت أخلاقه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أخبرنا أخي أنه يريد الزواج من فتاة قابلتها أمي ونصحته بالابتعاد عنها لأنها متبرجة ومتكبرة، وقد أصر على موقفه وتزوجها، فاقترحت عليه مقابلتها لأتعرف عليها وأبارك لها قبل العرس الشيطاني الذي أقامه إرضاء لها، ولم يعرني أي اهتمام رغم أني كررت كلامي أكثر من مرة، ولا أدري هل هي التي رفضت مقابلتي أم لا.

قد ساءت أخلاقه حتى أنه لم يعد يصلي، واقترض مبالغ كبيرة بالربا حتى يلبي لها رغباتها، رغم أنها من عائلة فقيرة وتجعله يتحمل أكثر من طاقته، وقد نصحته بأن يتقي الله في دينه وماله وأن ينفق عليها قدر استطاعته، خاصة وأنه ميسور الحال ولكنه اتهمني بالغيرة منها، وأنا لم أرها قط رغم أنه تزوج منذ شهر، ولم يسافرا لأن إجازته تبدأ في الشهر القادم، وبيتهما قريب من بيتنا ويزورنا باستمرار، وعندما تسأله أمي عنها فإنه يتهرب من الجواب، رغم أن أبواي ذهبا معه في الخطبة وحضرا عرسه إرضاء له، ومع ذلك لم يخبرنا بشيء عنها ولا عن عائلتها.

عندما يزورنا الأقارب ويسألوننا عنها فلا نعرف بماذا نجيب، ومعلوماتنا عنها هي من صديقة أمي التي تعرف أمها، والآن لم أعد أرغب في رؤيتها، وأقسمت بالله أن لا أعزيها ولا أصلها حتى وإن أنجبت، وبما أنه تركها بعيدة فأتمنى أن تبقى بعيدة عني للأبد، وعلاقتي مع أخي طيبة وأريدها أن تستمر معه فقط دون أن يفرض علي إنسانة اختارت أو اختار هو أن يبعدها فليتحمل عواقب السنين القادمة إن شاء الله، فهل تصرفي في محله؟ وإذا كنت مخطئة فماذا يجب علي أن أفعل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أنيسة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن المتكبرة المتبرجة جمعت حشفاً وسوء كيل، ودخلت للسوء من أوسع الأبواب، وبعدكم عنها لن يزيدها إلا بعداً، فلا تقصري في نصح أخيك، واحملي رفضه لإعطاء إفادات على محمل حسن، فربما كانت ردة الفعل الأولى عنيفة فهو لا يستطيع أن يتحمل المزيد، فاتركوه على راحته وأحسنوا استقباله إذا حضر إليكم حتى لا يزداد نفوراً وبعداً.

قد أحسن والديك عندما ذهبا معه رغم عناده لهما، وأنت أرجو أن يسعك ما فعله الوالد والوالدة، فهم أعرف بالتصرف الحكيم، ومهما كانت زوجة الأخ فإن بعدكم عنها قد يعود بالضرر على أخيك وفي القرب والاستمرار في النصح خير كثير.

عندما يأتي للمنزل لا بأس من السؤال عن أحوال أهله، مع ضرورة أن تعلمي أن تلك المرأة أصبحت جزءاً منكم ولن يصعب عليكم التأثير عليها، فإن السبب في تقصيرها هو بُعد الصالحات عنها وتقصيرهن في نصحها.

أرجو أن تقدمي المشاعر الطيبة وتلتمسي لها الأعذار؛ لأنها في الغالب قد تكون على علم بأنكم غير راضين عن زواج أخيكم منها، ولكن هذه النظرة ينبغي أن تتغير بعد حصول الزواج والرباط الشرعي.

هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الدعاء لأخيك ولها، ولا تعطي الشيطان فرصة للإفساد، ولست أدري لماذا تقدمون المشاعر السلبية؟ ولماذا تظنين أنها لا تريدكم؟ وأنها تفعل بأخيك وتحرضه؟ وليس للإنسان عذر إذا قدم سوء الظن.

لا يخفى عليك أن استمرار التوتر سوف يؤثر على أخيك، وأنا أقترح عليك أن تحملي هدية وتذهبي مع الوالدة لزيارتها والتعرف عليها، فإن ذلك سوف يفرح أخيك ويقلب الموازين ويفتح أبواب الخير بحول الله وقوته.

نسأل الله لكم دوام التوفيق وأن يجمع بينكم على الخير.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات