الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستمرار على دواء الزيروكسات مع إضافة دواء آخر لمعالجة الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا العزيز! أحييك تحية عطرة، ولو وجدت تحية أفضل من السلام لحييتك بها؛ لما تبذله من جهد في سبيل سعادة هذه الأمة.

بعد أن كنت أعاني من الاكتئاب، وبعد مروري على العديد من الأطباء، استقريت على دواء يسمى هنا (Deroxat)، أظنه هو نفسه السيروكسات بمعدل حبة ونصف عند الجرعة القصوى للعلاج، والحمد لله تحسنت حالتي كثيراً، ولكن أزعجتني آثاره الجانبية، فقد أصبحت أحضى بشجاعة خيالية، كما أني أصبحت أحشر نفسي في الحديث مع أي كان، ولكن كنت أحتمل هذه العوارض، فلم تكن تقارن مع القلق والاكتئاب، كما أني أكملت الدراسة بعد ما توقفت تماماً، ولكني بعد ما خفضت الجرعة إلى نصف حبة 20 ملغ -وهذا بعد استشارة الطبيب- عاودني القلق والغثيان والقولون، وأنا الآن أريد أن أعاود العلاج بدواء الإيفكسر لما سمعت عنه من إيجابيات، فهل هذا ممكن؟ وهل يتواجد في المغرب العربي ولا سيما الجزائر؟ فالقلق لم يبارحني حتى مع الزيروكسات.

شكراً طبيبي العزيز.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
أخي الفاضل! ما ذكرته عما حدث لك من متغير نفسي ظهر في شكل شجاعة زائدة، وشيء من الفضول، في رأيي هو من الأعراض التي يجب أن أنظر لها بعمق؛ لأن الشجاعة الزائدة تدل على ارتفاع في حدة المزاج، وهذا يحدث للأشخاص الذين يعانون بما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا يعالج بمثبتات المزاج.

أنا على قناعة كبيرة أن الـ( زيروكسات ) قد قضى على الحالة الاكتئابية، ودفع مزاجك نحو الانشراح، وهذا يدل في الأصل أن لديك درجة بسيطة من ثنائية الوجدان ( اكتئاب يتبعه انشراح )، ومن هنا يا أخي! أرى أن تظل على جرعة الـ( زيروكسات ) كحبة واحدة في اليوم، وتضف له علاج آخر يعرف باسم (تقراتول) بجرعة 200 ملغم صباحاً ومساء، وكما ذكرت لك هذا الدواء من مثبتات ومحسنات المزاج، وسوف يزيل إن شاء الله القلق والغثيان وأعراض القولون العصبي، عليك أن تستمر على الـ( تقراتول ) لمدة عام كامل، والـ( تقراتول ) من الأدوية السليمة، ومن آثاره الجانبية أنه ربما يسبب بعض الشعور بالنعاس في بداية العلاج، وهذا سوف يختفي بالاستمرار في العلاج.

يفضل أيضاً أن تفحص الدم الأبيض كل 3 أشهر؛ لأنه في حالات نادرة جداً قد يؤدي الـ( تقراتول ) إلى انخفاض في الدم الأبيض، وفي هذه الحالة يجب أن يوقف الدواء ويستبدل بدواء آخر.

إذن: أخي! لا داعي أن تبدأ في تناول الـ( إيفكسر )، وعليك أيضاً باتباع الطرق غير الدوائية من تفكير إيجابي، وممارسة للرياضة، وتنظيم الوقت.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً