الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التهاب معوي بسبب وجبة طعام

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 28 عاماً ومتزوج ولدي أبناء، ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً وأنا أعاني من آلامٍ في البطن بسبب طعامٍ أكلته، وهذه الآلام مع مغص البطن لم تفارقني، واتجهت عدة مرات لأكثر من طبيب وآخذ علاجاً وبعدها ينتهي الألم، ولكن صرت أتحسس من أي أكلة ويصيبني مغص وإسهال وظهور تقرحاتٍ في اللسان أثناء ألم البطن.

وفي آخر مرة ذهبت إلى الطبيب وعملت فحوصات للدم واتضح أني بخيرٍ ولله الحمد، ولكن مع ارتفاعٍ في إنزيمات الكبد بلغت 67، وبعدها عملت فحوصات الكبد الوبائي (A . b) وكانت النتيجة سلبية والحمد لله، وأعطاني الطبيب دواء (Duspatalin – supplin – duricef)، وما زلت آخذ الدواء منذ خمسة أيامٍ تقريباً وأشعر بأني في تحسن ملحوظٍ، ولكن مع وجود الآلام في الجهة اليمنى ومن الخصر، ومنذ استخدامي للدواء أشعر بغثيان وتغير لون اللسان إلى الأصفر.

وسؤالي: ما هي حالتي بالضبط لأني لا أستطيع الأكل جيداً؟ وما هو سبب الغثيان وتغيُّر لون اللسان إلى اللون الأصفر؛ فهل هو بسبب الدواء أم ماذا؟ وما هو سبب الآلام حيث أن غالبية الألم في الجهة اليمنى ومن ثم ينتقل إلى مكان آخر؟ وما سبب ارتفاع إنزيمات الكبد؟ وهل من الضروري عمل فحص للفيروس الكبدي (C)؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Saeed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي يبدو لي من السؤال أنك أُصبت بالتهاب معوي نتيجة وجبة من الطعام، ولم تذكر إن كان أي شخصٍ قد تناول نفس الطعام وأُصيب معك أم لا؟ ويبدو أن هذا الالتهاب المعوي قد تسبب بإصابتك بأعراض القولون العصبي كما يبدو من آلام البطن التي يرافقها الإسهال، ولقد ذكرت أن الفحوصات كانت جيدة ولم تذكر إن كان هناك هبوط في الوزن أو إن كان فحص البراز خالياً من الدم ومن جرثومة الهليوبكتر بايلوري وإن كان هناك أي فقرٍ في الدم؛ وهذه كلها في حالة وجودها تستدعي إبعاد تشخيص القولون العصبي.

ولقد ذكرت تقرُّح اللسان وارتفاع إنزيمات الكبد وإن كنت لم تحدد أي إنزيم، وما هو المعدل الطبيعي للمختبر الذي أجريت فيه الفحص؛ ولذا فإني أقترح عليك ما يلي:

1- إجراء فحص البراز للتأكد من عدم وجود التهاب الجيارديا وعدم وجود الدم وفحص جرثومة الهليوبكتر بايلوري.

2– إعادة إجراء فحص إنزيمات الكبد، وفي حالة كونها مرتفعة أكثر من ضعف الحد الطبيعي فيجب إجراء فحص التهاب الكبد نوع (C) ومراجعة الطبيب للتأكد من سبب ارتفاع الإنزيمات وعلاجه، وفي حالة أن الإنزيمات أقل من ذلك فيكون السبب هو ترسبات الشحوم على الكبد، ولا علاج لهذه الحالة باستثناء تنزيل الوزن والرياضة، وأما في الغرب فتكون بسبب تناول الكحول، ومن الممكن إجراء فحص السونار للكبد للتأكد من ذلك.

وأما بالنسبة لتغير لون اللسان فيكون بسبب الأدوية التي قد استعملتها، وتقرُّح اللسان في حالة أن الفحوصات الأخرى سليمة قد يكون بسبب التوتر الذي تعاني منه، وإن كان هناك بعض الحالات النادرة التي تؤدي إلى الإصابة بتقرح القولون واللسان أو الإصابة بتقرح اللسان مع الإسهال وذلك بسبب الحساسية لمادة الكلوتين الموجودة في بعض الحبوب، ويمكن التأكد من ذلك بفحص الدم (Endomysial antibodies). ونسأل الله لنا ولكم العافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً