الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عناد الطفل رغم صغره وطريقة تقويمه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طفلي الوحيد البالغ سنة وثمانية شهور أناني، فلا يحب أن يأخذ أحد ألعابه أو أي شيء من حاجياته، وإذا فعل أحد ذلك فإنه يبدأ بضربه وعضه، فهل من الصواب في هذه الحاله الصراخ عليه وشتمه؟ وكيف أعلمه بأن يسمح للآخرين بمشاركته ألعابه؟!

ثانياً: إذا ضرب أحداً من الأطفال من دون سبب، فماذا أفعل معه؟ بالرغم من أني جربت معه أسلوب " هذا عيب "، وحاولت أن أفهمه بالطيب لكنه لم يستجب، بالرغم من أنه يحب الأطفال ويفرح إذا رأى أحداً من الأطفال ولكنه يغار منهم، وإذا تأخرت عليه في إعطائه شيئاً ما أو أخذت منه شيئاً غير مرغوب فيه ثم أعطيته بقايا الطعام فإنه يصرخ وكأنه كبير، فماذا أفعل معه؟!

علماً أنه يفهم كثيراً ولا يمكن إلهاؤه عن شيء يريده.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تصرفات طفلك تدل على نبوغه، ونسأل الله أن يقر أعينكم بنجاحه وفلاحه، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوانٍ يسعدهم هذا التواصل مع الموقع، ويفرحهم أن تكون الأمهات بهذه الدرجة من الاهتمام، ونسأل الله لك التوفيق والتقدم إلى الأمام.

وأرجو أن تعلمي أن هذا الطفل لا يزال صغير جدّاً فلا تعامليه بقسوة، ولا تصرخي في وجهه، ولا تستغربي من فعله، فإن حب التملك فطرة في الإنسان، ولولا هذه المسألة لما عمرت البلدان، ولما جمع الناس الأموال وتطاولوا في البنيان.

ونحن ننصحك بالتغافل عن تصرفاته حتى لا تترسخ عنده، كما أرجو عدم الاستجابة لكل طلباته، ويبدو أنه اعتاد أن يجبركم بالدموع والصراخ على تنفيذ رغباته، فعاملوه بنقيض قصده ومراده، وأخبروه أنه طفل ممتاز ولطيف وأن عليه أن يحب أقرانه، ونحن نتمنى أن لا تقابلوا عناده بالعناد، وأن لا تطالبوه بفعل ما فوق طاقته، فإن ذلك يدفعه للتبطل والكساد.

ولا يخفى على أمثالك أن في الشتم والتوبيخ تدميراً للأطفال، وأرجو أن تشجعوه على حب الأطفال، وليذهب به أبوه إلى أماكن الرجال حتى يكتسب منهم الرجولة وطيب الخصال، واتفقوا على خطة واحدة في توجيهه، وتجنبوا مخالفة الأقوال للأفعال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله مع ضرورة كثرة الدعاء لطفلك فإن الصلاح بيد ربنا وربك. نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً