الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أحتمل تصرفات زوجي فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة ولكن لم يتم الدخول بي، ولقد تبدل سلوك زوجي فجأة، وأصبح لا يتحملني رغم قصة الحب الطويلة التي كانت بيننا بالرغم من أنه متدينٌ وصالح، ولقد تغير سلوكه مع الجميع ولكن تغيره معي أكثر، مع العلم بأنه لم يبق على زواجنا سوى شهور معدودة؛ فما العمل؟ وكيف أتصرف معه فلقد يئست وأصبحت أفكر في الطلاق؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد يحتاج هذا الشاب إلى قراءة الرقية الشرعية، مع ضرورة توبة الجميع إلى ربِّ البريَّة، فإن العواطف الهمجية تنقلب وبالاً على أهلها إذا كانت خارج الأُطُر الشرعية، والشيطان الذي يجمع الناس على الغفلات لا يرضى بأن يكون الرباط على شريعة ربِّ الأرض والسماوات، ولست أدري هل كانت قصة الحب الطويلة قبل الزواج أم بعد العقد وقبل الدخول؟ لأن المرأة بعد العقد تُصبح زوجةً للرجل بخلاف ما يحصل في أيام الخطوبة وقبلها فيما يسمى بمرحلة التعارف؛ فإن تلك الممارسات الخاطئة دخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية، وقد جلبت العلل النفسية والأمراض الحسية، واكتشفوا أن التوسُّع في العلاقات العاطفية قبل الزواج هو السبب في فشل أكثر من 85% من الزِّيجات، كما أن طول فترة الخطبة يجلب الملل ويُصيب الحياة الزوجية بالشيخوخة المبكرة.

وإذا كان سلوك الرجل قد تغيَّر مع الجميع فقد يحتاج الأمر إلى بحثٍ عن أسباب ذلك التغير؛ فإنه إذا عُرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب، وأما إذا كان التغير طفيفاً فهذا أمرٌ متوقع وطبيعي فإن الأيام التي قبل الزواج يحصل فيها شدٌّ وجذب، وهي فترة للاحتقان، وقد يزداد الأمر إذا كانت التكاليف المادية باهظة، ولكن هذه المشاعر تتلاشى بالدعاء والتوجه إلى من يجلب الخير ويدفع الضراء وبحسن التفاهم والحرص على تيسير الأمور، والرجل يحتاج إلى أن نُشعره بقيمته كرجل، وقد يتضايق إذا شعر أن الماديات هي الطاغية، ومن حق الإنسان أن يغضب إذا قيل له كم أنت؟ بدلاً من أن يقال له من أنت؟ فاحرصوا على البساطة والتيسير، وأرجو أن تعلم كل فتاة أنها بعد الزواج سيكون الرجل وما يملك ملكاً لها، والشريعة تأمره بأن يقدرها ويحسن إليها.

وأما بالنسبة للرقية الشرعية فإن الإنسان يقرأ على نفسه المعوذات وآية الكرسي وخواتيم البقرة، مع ضرورة المحافظة على الأذكار والصلوات، وإذا احتاج أن يعرض نفسه على رجلٍ من أهل الخير والصلاح فلا بأس من ذلك، مع أن الرقية دعاءٌ وخيرٌ للإنسان أن يدعو لنفسه لأن في ذلك صدقٌ وإلحاح وانكسار، وإذا كان لابد من راقٍ فلتكن الرقية بالكتاب والسنة وبلغةٍ مفهومة، وأن يعتقد الجميع أن الشفاء من الله، مع تجديد التوبة والإكثار من الاستغفار والأذكار والصلاة على رسولنا المختار، ونسال الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يُسعدكم في الدنيا وأن يحشركم مع الأبرار.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً