الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الأمراض المحتملة لسواد الفخذين واحمرارهما؟

السؤال

السلام عليكم..

أعاني من اللون الأسود بين فخذي يبدأ باللون الأحمر ثم ينتقل تدريجياً إلى الأسود بدأ صغيراً ثم زاد بشكل تدريجي على فترات طويلة، ثم انتقل ذلك إلى منطقة الإبط بنفس الطريقة (بقع حمراء)، ثم تحولت إلى سوداء تقريباً، فما سبب ذلك؟

أرجو الرد بشكل مفصل وإعطائي أسماء معينة للعلاج ومتوفرة في السوق المصري؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الوصف السابق يتماشى مع ما يسمى بحمامي الأرفاغ والذي أوردنا في الاستشارة رقم (260225) إجابة عليها، والتي نصها بتصرف هو ما يلي:
(فإن الوصف يتوافق مع ما نسميه بحمامي الأرفاغ (Erythrasma) وهو مرض شبه فطري، وليس له أعراض، يصيب الثنيات - أو الطويات - وخاصة ثنية المغبن وما حول المنطقة التناسلية، وثنية تحت الإبط، وأحياناً تحت الثدي عند النساء، وهو مرض سليم يشخص بالفحص بمنطقة مظلمة، وبتوجيه أشعة (وود) التي تحول لونه من البني إلى الومضان الأحمر الذي يشبه الجمر المتوهج.
وعلاجها سهل باستعمال (الإريثرومايسين) حبوب (250 مغ) كل ست ساعات يومياً ولمدة أسبوعين، وقد يشفى قبل ذلك، ويفضل استعمال كريم (بيفاريل) يومياً مرتين، للحصول على نتائج أسرع وأحسن.

وينصح بتنظيف الملابس جيداً وغليها أو كيها لمنع العدوى منها.

وننصح بمراجعة طبيب الأمراض الجلدية، لتأكيد التشخيص بالفحص السريري، وبتوجيه أشعة (وود)، ومن ثم لتقييم هل تتحمل (الإريثرومايسين) أم لا؟).

ولكن من باب التوسع وتعميم الفائدة والتفكير على مستوى أكبر، وبمعنى الاحتمالات فقد أوردنا في الإجابة على الاستشارة رقم (261582) جواباً يثري الموضوع ويكمل الإجابة على سؤالك بشيء من التوسع هذا نصه مختصرا ليتوافق مع سؤالك:
(هناك احتمالات عديدة وسنضطر للتفصيل في عدة أمور بينها تداخل وتشابه، وقبل البدء بالحديث عن الاحمرار والاسوداد في ثنية الفخذ يجب أن ننفي وجود أولاً الداء السكري، وثانياً الأكزيما البنيوية، وثالثاً التماس مع مواد كيمياوية والألياف الاصطناعية والتركيبية، وبعدها فالحل سهل، والعلاج متوفر، ولكن علينا أن نفكر بالأسباب والتخلص منها قبل كل شيء، وسنبدأ بالتسلخ ثم نفصل في أشياء أخرى.

إن ما يصيب الذين يمشون لفترات طويلة مرض بين الفخذين يسمى المذح أو الصماط أو التسلخ، وهو احتكاك الجلد وتسلخه بسبب تعطن الطبقة السطحية من الجلد، وإن هذا التغير في الجلد يغير من مقاومته فيسهل إصابته بالخمائر بالدرجة الأولى أو بالفطريات أو بالجراثيم.
وأما تفصيل الاحتمالات فإن الاندفاعات الحمراء التي تشكو منها قد تكون أيضاً داء الفطريات المغبني.

• وهو مرض حاك وقد تكون الحكة فيه شديدة جداً ولكن الحكة أمر نسبي.

• ويكون محدد الحواف، واضح المعالم، ذا هامش فعال واتجاه مرتفع، ومركز أنقى منخفض نسبة إلى الحواف.
• غالباً ما يزيد بالرطوبة والاحتكاك والتعرق، وأشهر الصيف الحارة الرطبة أو يكون مصاحباً لمرض السكري كما ذكرنا أعلاه.
• وعند المتزوجين فهو غالباً ما يصيب كلا الزوجين لأنه ينتقل بالتماس، ومع ذلك فهو ليس خطيراً وعلاجه سهل سليم ميسر.
• تشخيصه يتم بالفحص السريري أو المجهري المباشر أو بالمزرعة الفطرية.

• العلاج هو مضادات الفطريات الموضعية على شكل كريم مثل: (الكلوتريمازول) أو (الإيكونازول) أو (ميكانازول) أو غيرها، كما يحتاج تطبيق الكريم مرتين يومياً إلى ما بعد اختفاء جميع الأعراض والعلامات، وينبغي غسل الملابس الداخلية وغليها وكويها لمنع إعادة العدوى منها.

• وأما الحكة فيمكن السيطرة عليها بمضادات (الهيستامين) مثل: (الزيرتيك، والكلاريتين) وهما لا يسببان النعاس ويمكن أخذهما أثناء النهار، كما يمكن أخذ (الأتاراكس 10 مغ ليلاً) ولكنه قد يسبب شيئاً من النعاس وتؤخذ مضادات الهيستامين ريثما يتم القضاء على الفطريات بمضاداتها.
وهناك احتمالات أخرى ولكنها أقل أهمية في الوصف لما تقول منها.
1- الحزاز المحصور (أوكما يسميه البعض التهاب الجلد العصبي).
2- الصدفية.
3- التهاب الجلد الدهني.
4- حمامي الأرفاغ (وهو ما فصلناه أعلاه ).
5- الحزاز المنبسط.
ولكل مما ذكر ما يصفه ويسمه الوسم المميز، ويعود للطبيب الفاحص المعالج اتخاذ القرار واختيار العلاج المناسب.
فأما الحزاز المحصور والصدفية فنناقشهما من خلال مقارنتهما ببعض:
• إن وجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية.
• تكون البقع أو الآفات الصدفية واضحة الحدود تماماً وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جداً، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة والقشور قليلة، واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر أو الوسوف البيضاء.
• الصدفية غالباً غير حاكة إلا إذا تهيجت من الأدوية أو كان المريض عصبياً رافضاً لها أو كانت في الطويات كما هي شكواك.
• الصدفية غالباً تصيب فروة الرأس، ولا تؤدي لتشكيل ندبات، وقد تصيب الجلد فوق المفاصل، وليس من الشائع إصابته للثنيات، بينما الحزاز المحصور يصيب مواضع نالها اليد بالحك.
• الصدفية تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر أو انفصال الظفر جزئيا عما تحته، بينما الحزاز المحصور لا يصيب الأظافر.
• وجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.

• الصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة، وذات هجمات فصلية، فهي غالباً تتحسن صيفا وتزداد شتاء، بينما الحزاز ذو مسيرة أكثر استقرارا، والأغلب فيه الحكة.

• الصدفية أكثر تأثرا بالانفعالات النفسية والقلق والخوف، والحزاز المحصور يكثر عند العصبيين.

• يندر أن ينتشر الحزاز المحصور، بينما الصدفية تنتشر وتصيب مساحات متفاوتة.

• قد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة.

• وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد ولكن هذا نادر.

• صورة للمرض كانت تغني عن كل ما رسمناه بحروفنا.
نؤكد على ضرورة استعمال (الهيدروكسيزين) لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات سواء أكان المرض صدفية أم حزازاً.
كما نؤكد على أن كلا المرضين يبدأ بشيء من الاحمرار وينتهي بعد شفائه بشيء من الاسمرار.
ننصح باستعمال اللباس القطني الناعم الأبيض الحامل للخصية، وفوقه لباس لنصف الفخذ، فالأول يرفع الخصية، والثاني يمنع الاحتكاك، وفوقهما بنطال ناعم قطني مبتعدين عن النايلون والبولي استر والألياف التركيبية والصناعية (أي قطن أبيض ناعم) هذا بعد علاج المرض الأصلي.
في الختام يجب تأكيد التشخيص وذلك من خلال زيارة الطبيب لإجراء الفحص المباشر العيني أو المجهري لنفي أو لإثبات الإصابة بالفطريات، فإن كانت فطريات فاتباع ما ذكر أعلاه وتجنب (الكورتيزونات)، وإن كان المرض حزازاً فالعلاج باستعمال مضادات (الهيستامين) و(اللوكاكورتين فيوفورم)، وإن كان صدفية فيفضل البدء (بترافوكورت) مع مضادات (الهيستامين)، ولكن الأمر يحتاج متابعة ولا يمكن الاستمرار على هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي)).
وأما التصبغات بين الفخذين فقد تكون تالية لأي التهاب وقد أوردنا فيها تفصيلاً يمكن مراجعته من جواب الاستشارة رقم (234961) وهي استشارة محجوبة ولذلك نورد نسخة من الجواب أدناه مع بعض التعديل:

1- إن هذه المواضع تزيد فيها نسبة التصبغ عن غيرها بشكل اعتيادي عند أغلب الناس.

2- إن البدانة والاحتكاك من العوامل المهيئة للتصبغات.

3- إن الالتهابات قد تزول ولكن تترك بعدها لوناً أسمر يُسمى التصبغات التالية للاندفاع، فحاول تجنب الالتهابات.

4- هناك عائلات يزيد عندها هذا التصبغ أكثر من غيرها.

5- بعض الأدوية مثل (المينوسايكلين) قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع.
6- إن كثرة الوسوسة والتنظيف العنيف والدلك يزيدها بدل أن ينقصها.
9- إن الأدوية التالية قد تفيد في حال نفي الأسباب المؤدية، ومنها: (أتاشي)، أو (الدوكين 2%)، أو (فيدن لوشن)، أو صابون يحوي مادة مقشرة خفيفة (ألفا هيدروكسي أسيد).
وباختصار وبعد الإرشاد إلى كل تلك الاستشارات المتعلقة أقول:
ابحث عن السبب وعالجه والذي غالباً هو حمامي الأرفاغ، وبعد العلاج إن بقي سواد فعلاجه بالمبيضات اللطيفة، ونرشح لك (البيودريرما وايت أوبجيكتيف).
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً