الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراجع الشاب عن الزواج بفتاة الإنترنت بعد رفض أهله لذلك.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعرفت على شاب عبر الإنترنت، وتكلم مع أبي وأمي طلباً للزواج بي، وبما أنه يقيم في غير بلدنا فقد أرسل أخاه للتعرف علينا، وفعلاً حدث ذلك، وبعد ذلك خرج وسأل علينا في حي من ورائنا وقالوا له كلاماً سيئاً عن والدي، وليس فيهم هذا الشيء الذي ذكروه، وأنا متأكدة من أنه لا أحد يعرفنا في ذلك الحي، وأخوه الصغير الذي أتى عندنا أخبر أباه بأقاويل الناس، ورفض تماماً هذا الزواج.

مع العلم بأن الشاب الذي أعرفه حاول معه كثيراً وقال لي: إنه لا يقدر أن يفعل شيئاً بدون رضا والديه، علماً أنه يحبني وأحبه، فما الحل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكم تمنينا أن يحضر بنفسه للتعرف عليكم، ولا حلَّ إلا بحضوره الآن، وحبذا لو جاء مع والده وأهله حتى تتعمق المعرفة، كما أرجو أن يدركوا أن من واجب المسلم أن يتثبت من الأخبار في مثل هذه الأحوال امتثالاً لقول الكبير المتعال القائل: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين ))[الحجرات:6].

ونحن لا نزال نوصي شبابنا بعدم الاستعجال والتمادي في المشاعر العاطفية دون التأكد من موافقة الأهل، والأهم من ذلك أن تكون العلاقة على هدى الشرع الحنيف، فإن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ولا شك أن هذه الأزمة التي حصلت فيها اختبار لصدق الشاب وامتحان لقوة شخصيته، ولا أظن أن الفتاة تسعد مع شاب لا يملك قراره.

ونحن نتمنى أن يكرر الشاب المحاولات مع أهله، وحاولوا أيضاً السؤال عنهم كما سألوا عنكم، والإنسان لا يعرف من أين يأتيه الخير: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمون)) [البقرة:216].

ولا يخفى على أمثالكم أن الإنترنت ما كان ولن يكون وسيلة لإنشاء علاقات ناجحة، والأمر لا يخلو من حصول المخالفات، وأنت الآن لا تعرفي من أحوال الشاب إلا ما أخبرك به هو عن نفسه، كما أنه لا يعرف عنك إلا أموراً سطحية، كما أن معظم الباحثين عن الزواج عن طريق الإنترنت من المعاقين اجتماعيّاً، وإلا فماذا عسانا أن نقول عن شاب لم يجد من تناسبه في أهله ولا في جيرانه ولا في بلده حتى دخل بحيرة الإنترنت يبحث عن شريكة مجهولة لا يعرف من أحوالها إلا ما تذكره له.

وأما شريعة الله الغراء فإنها تؤسس العلاقة على الوضوح والإعلان والقبول والرضا بعد الرؤية الشرعية في حضور بعض المحارم، وتحت سمع الأهل وبصرهم، (والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وقد مرت معنا تجارب فاشلة واستشارات نادمة لشباب وفتيات وجدوا نفوراً شديداً رغم المعرفة الطويلة والإعجاب الحاصل عن طريق الإنترنت.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً