الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في فتاة ولم يتيسر الأمر بالوصول إليها، فما الحل؟

السؤال

السّلام عليكم..

أستاذي الفاضل دكتور الفرجابي، سبق واتّصلت بكم في موضوع استخارة تخصّ فتاة، وقد عملت بما نصحتموني به، واستعنت بابنة خالتي لسؤال هذه الفتاة، غير أنّها وإلى الآن لم تستطع الوصول إليها.

لا أدري، هل هذا يعني أن الأمر لم يعد فيه خير؟ أم هل أواصل المحاولة للوصول إليها؟ إضافة، أبوها رجل مصلّ، ولكن سمعت أنّ له مشاحنات مع جيرانه، كيف لي أن أفسّر هذا؟

أرجو منكم النّصيحة والصّبر علينا، وددنا لو أنّ الإجابة كانت أسرع، لكن نتفهّم دقّة المهمة.

بارك اللّه فيكم.

استشارة سابقة 270905.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمّد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت بإرسالك لمن تتقصى أخبارها، وتجتهد في تفهم مشاعرها وميولها، وأرجو أن تسير في هذا الاتجاه، واعلم أن صلاة الاستخارة لا تعني عدم وجود صعوبات في الطريق، ولا مانع من تكرار الاستخارة وتحريض قريبتك على مواصلة البحث والتحري والاجتهاد في الوصول إلى المطلوب.

وإذا كان والدها يصلي فهذا مؤشر طيب، وقل أن تجدوا أسرة سليمة في داخلها وخارجها، وعلاقة والدها بوالدتها هي الأهم، كم لا يخفى أن الجانب المهم هو التأكد من دين الفتاة وأخلاقها، ثم حصول الميل إليها والرغبة فيها.

والإنسان مطالب أن يكون واقعياً ومنصفاً في حكمه على الآخرين، ولن يحصل ذلك إلا بالنظرة الشاملة التي تتطرق للإيجابيات ثم تضع إلى جوارها السلبيات، ثم تبدأ المقارنة، وعند ذلك نقول: كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، ومن الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط.

وعند ما نكون ننظر في حال امرأة فإن الأمر يحتاج إلى اصطحاب ما يحصل للمرأة من تغيرات وأحوال راعتها الشريعة فجعلت القوامة بيد الرجل وطالبته بالإحسان والعطف، ومعرفة نفسيات الزوجة والشفقة عليها، وإدراك ما يعتريها من تقلبات وتغيرات تجعلنا نستطيع أن نقول أن العوج أمر يلازم الأنثى، وعلى الرجل أن يصبر ويحتمل وذلك قبس من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن تركته لم يزل أعوجاً فاستوصوا بالنساء خيراً)، ثم كان بالتوجيه النبوي للرجل: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).

ومن هنا فنحن ننصحكم بمواصلة البحث والتحري واصطحاب حسن الظن، وعدم الاندفاع وراء القيل والقال، فإننا في زمان الإنصاف فيه عزيز، والمنصفون فيه قليل، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وكم نحن سعداء بتنفيذك لما يطلب منك، وبقليل من الصبر والحرص بعد التوكل على الله واللجوء إليه سوف تصلوا إلى ما فيه الخير، فلا تملوا ولا تستعجلوا؛ فإن رحلة الحياة طويلة، والرابطة بين الزوجين وثيقة، وأصلحوا ما بينكم وبين الله لتكونوا أهلاً لتأييده، واعلموا أنه سبحانه يضع الطيبات في طريق الطيبين.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً