الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التردد الشديد بسبب فقدان الثقة بالنفس وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعاني من القلق والخوف عند مواجهة أي موقف أو عندما يسند إلي عمل لا أعلم عنه شيئاً، وأجد نفسي كثير التردد في اتخاذ أي قرار خاص وهام، وأعاني من عدم الثقة بالنفس، حيث أنني دائماً مشتت الانتباه.

قد قمت بعرض نفسي على طبيبة نفسية لعلاج هذا الخوف حيث أنه يعيقني كثيراً في عملي مما يجب أن يتمتع به المحامي من لباقة في الكلام وجرأة في التعامل وسرعة البديهة، وكل هذه المواصفات لم تتوفر في، ولقد وصفت لي دواء اسمه بوسبار، وجرعته قرص صباحاً وآخر مساء، ولقد استمررت في أخذه لمدة أربعة وعشرين يوماً حتى الآن دون أي نتيجة إيجابية، إلا أنني أعاني من نفس الخوف والقلق فضلاً عن الآثار الجانبية لهذا الدواء، حيث أشعر بدوخة وغثيان وشعور بخفة الرأس، ولكني أوقفت هذا الدواء من اليوم، فهل هذا يؤثر بالسلب على حالتي؟ وما الذي أعاني منه بالضبط؟ وهل هو نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ T 2 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة كما وصفتها لا تدل أنك تعاني من رهاب اجتماعي حقيقي، وإنما هو مجرد قلق نفسي من النوع التوقعي، بمعنى أنك تفقد الفعالية مسبقاً؛ لأن أفكارك الاستباقية السلبية تفقدك الثقة في نفسك مما يترتب عليه شعورك بالإحباط والتردد.

يمكن التخلص من فقدان الثقة وذلك بعدم محاسبة النفس بصرامة على ما تقوم به من أفعال، كما أنه من الضروري أن تراجع دائماً الحصيلة النهائية لإنجازاتك وسوف تجدها كثيرة، وبالتأمل في ذلك وتقييمه بالصورة الصحيحة تعود لك الثقة إن شاء الله، وأنت والحمد لله رجل مؤهل، وهذا أيضاً دافع وعامل لمزيد من الثقة بالنفس.

نصيحتي لك هي أن تقوم بتمارين تكرر فيها ما تود القيام به وحدك، فعلى سبيل المثال تتخيل أنك في مرافعة في المحكمة وتتصور الدور الذي سوف تلعبه، وسيكون من المفيد لك أيضاً أن تعمل مع مجموعة من الاصدقاء في المداولات المهنية أو أعمال اجتماعية، وتحاول أن يكون لك دور بارز في مثل هذه النشاطات.

العلاج الدوائي يساعد بالطبع كثيراً، وما دام أن البوسبار لم يفدك فسوف يكون عقار سبراليكس هو الأفضل بالنسبة لك، وعليه أرجو أن تبدأ في استعماله بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها مرة أخرى إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله.

أسأل الله لك التوفيق وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً