الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على فتاة تريد مني أن أحفظها القرآن عبر النت فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكركم على جهودكم العظيمة، وجزيتم خيراً على هذا الموقع.

ثانياً: تعرفت على فتاة وتبادلنا الحديث وقلبي حبها، هي على قدر متوسط من الجمال، لكن أثناء حديثنا أحسست أنها صريحة بالكلام ولا تفعل شيئاً بدون إذنٍ مني أو تذهب لأي مكان، وبفضل الله أرشدتها إلى الطريق المستقيم؛ حيث أنها كانت لا تقرأ القرآن ولا تحفظ القرآن، وكانت تائهة؛ حيث أنها أصغر أخواتها وتعيش بمفردها مع والدتها فكانت متيسرة في أمور دينها، بدأت ولله الحمد ترشدها لتحفظ القرآن وتبتعد عن التزين عند الخروج ووضع البرفانات، وبدأت بقيام الليل وصلاة الفجر في جماعة، واجتهدت بقراءة القرءان في شهر رمضان، وظلت مستمرة علي القراءة كل يوم، وكذلك قيام الليل وصلاة الفجر بعون الله.

أريد الارتباط بها ولكني مترددٌ، فما العمل؟ وللعلم فهي تريد أن أحفظها القرآن على النت، فهل يجوز؟ حيث أنها ضعيفة في قراءة بعض الكلمات وتريد الاستعانة، وللعلم نصحتها أن تذهب للمسجد للحفظ ولكنها تقول أن فتاة تحفظها القرآن مرة واحدة فقط ولا تستطيع تثبيت الكلام إلا بالتكرار أكثر من مرة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجنبك الفواحش والفتن، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن تواصل الإنسان مع أي إنسان آخر رجلاً كان أو امرأة يؤدي إلى تعلق القلب بهذا الإنسان، وهذا شيءٌ طبيعي فطري، فما ذكرته من حبك لهذا الفتاة وتعلقك بها هو نتيجة هذا التواصل الدائم حتى وإن كان التواصل حول الطاعة والعبادة وتعليم الدين، وقطعاً هي الآن متعلقة بك بنفس الدرجة أو أشد، ولذلك ليس أمامك إلا أن تتقدم إليها بطريقةٍ شرعية لتكون زوجة لك مادمت ترى أنها مناسبة لك، ومن ثم تواصل تعليمها بدون حرج شرعي لأنها ستكون زوجك لك، وإذا لم ترغب في ذلك أو ترى أنها غير مناسبة أو أن ظروفك الآن لا تسمح فيجب عليك أن تتوقف عن الاتصال بها فوراً، واتركها يتولى الله أمرها، وسيدلها على الخير ما زالت راغبة فيه؛ لأن الله لا يضيع أهله.

وإن كنت ترى أنها تصلح لك ولكن ظروفك لا تسمح الآن أو ظروفها هي، فيلزمك أيضاً التوقف عن الاتصال بها؛ لأنها أجنبية عنك، واتصالك بها يؤدي إلى تعلقها بك وشدة حبها لك، وهذا النوع من العلاقة أنت شخصياً لا ترضاه لأختك أو لأي قريبة من أرحامك، وكما لا ترضاه لنفسك فيجب عليك ألا تفعله بغيرك، ويجب عليك التوبة إلى الله عما دار بينكما من ألفاظ أو عبارات غير مشروعة، ولك أن تحثها على طلب العلم الشرعي بالوسائل المتاحة في بلدكم وهي كثيرة من فضل الله، فانظر ظروفك وحاول وادرس الأمر من جميع جوانبه، وعجل باتخاذ القرار الذي يرضي الله مهما كان، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والهداية للصواب.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً