الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب الذي من أعراضه الشعور بعدم الرغبة في الحياة وعدم الزواج والإنجاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعاني من اكتئاب شديد وأشعر بعدم الرغبة في الحياة، ودائماً أفكر بالموت، ولا شيء في الحياة يستحق أن نعيش لأجله إلا لنعبد الله، وكم أتمنى أن أعيش في جزيرة وحدي حتى يتوفاني الموت، ولا أريد الزواج ولا الإنجاب في هذه الدنيا الفانية.

وأشعر بحزن عميق، وقد يكون العامل الوراثي له دور، كما أن الدورة الشهرية غير منتظمة، وقد استخدمت (بروزاك) - من غير استشارة طبيب - لمدة شهر، وتحسنت حالتي قليلاً ولكن ما إن تركته حتى عادت حالتي إلى سابق عهدها، ولا أريد أن أستمر طوال عمري على هذا الدواء، فأرجو المشورة لأن حالتي تزداد سوءاً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بحر الشجون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فلا شك أن الحياة جميلة وعظيمة، وقد كرمنا الله بأن جعلنا من أفضل عباده وأن نعمّر هذه الأرض، وجعل بيننا المودة والسكينة والرحمة، فهذه جزء من المثل الإنسانية التي إذا فكر فيها الإنسان فسوف يحس أن هناك معنى كبيراً لحياته.

ومن أوجب واجباتنا هي أن نعبد الله تعالى كما أمرنا، وهذه الطاعة العظيمة حين يستشعر الإنسان معناها الجميل فإنه يشعر بالسعادة، وأرجو أن تستشعري المعنى الجميل لعبادتك لله تعالى وهذا سوف يطمئنك -إن شاء الله- كثيراً، وأما مشاعر عدم إرادة الزواج أو الإنجاب فهي دليل على نوع من الاكتئاب، والاكتئاب قد يؤدي إلى نوع من هذه المشاعر وقد يفقد الإنسان الشعور بلذة وطيبات الحياة، ولكن عليك أن تتذكري أنك في مقتبل العمر وأن هناك الكثير الذي يمكنك أن تقومي به من أجل إسعاد نفسك والآخرين، فعليك بمجالسة الصالحات من الأخوات وسوف تجدين أن للحياة معنى وطعماً، وأن الحياة أجمل مما تتصورين، فكوني فعالة ونظمي وقتك وضعي هدفاً والأهداف كثيرة والإنسان من الممكن أن يصل إليها.

ولابد لك من العلاج الدوائي، والعلاج الدوائي يعتبر نعمة من نعم الله علينا، ويجب أن لا تقلقي على نفسك وتقولي أنا لا أستمر في الدواء، فهذه الأحكام المسبقة في نظرنا من الناحية الطبية النفسية تضر كثيراً، فأرجو أن لا تقلقي على نفسك ولا تحكمي هذا الحكم، وخذي الدواء.

والأدوية الآن متوفرة وممتازة وجيدة وسليمة والحمد لله، فأنت قد استجبتي (للبروزاك) ولكن (السبراليكس) سوف يكون دواء أفضل بالنسبة لك، فأرجو أن تبدئي به بجرعة 10 مليجرام فقط يومياً، فتناوليه ليلاً لمدة أسبوعين ثم ارفعي الجرعة إلى حبة واحدة من فئة 20 مليجرام، وهذه الجرعة كافية جداً بالنسبة لك، واستمري عليها لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى 10 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وسوف تجدين -إن شاء الله- أنه بعد 6 إلى 7 أسابيع من بداية العلاج أن التحسن قد بدأ على حالتك، ولكن لابد أن تكملي مدة العلاج بالصورة الصحيحة، وأنا متفاءل جداً أنك -إن شاء الله- سوف تتمتعين بصحة نفسية ممتازة، نسأل الله لك الشفاء والتوفيق.

وبالله التوفيق.
--------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور عبد العليم ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الحزن والاكتئاب بالوسائل الشرعية: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 - 237889 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً