الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى جدوى حصول الفتاة على الزوج عن طريق الإنترنت

السؤال

أنا امرأة مطلقة، وما عندي أولاد، لكني أريد أن أتزوج وأعف نفسي من الحرام: فلجأت للبحث عن زوج بواسطة الإنترنت، فأكلم هذا وذاك، والمشكلة أعد هذا وأخالف ذاك نظراً لأني أبحث عن السهل والموجود! فبم تنصحوني؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن على كل مطلقة أن تظهر ما عندها من أدب وأخلاق ودين، وعليها أن تدخل نفسها في مجتمع الصالحات، وفي مراكز القرآن والعلم الشرعي والمحاضرات، وهناك سوف تقابل الفاضلات، ولكل واحدة منهن أخ يبحث أو ابن يبحث عن صالحة فاضلة.

وأرجو أن لا يدفعك تأخر الخطاب إلى الدخول في النفق المظلم، فإن شبكة الإنترنت مليئة بالذئاب فلا تخدعي بها واحذري من مشاركتهم في الخديعة، كما أن المعرفة عن طريق الإنترنت لا تعطي إلا جزءاً يسيراً من الحقيقة وهناك من يدخل هذا العالم بأسماء وهمية ومعلومات عارية عن الصحة، والعاقلة لا تقبل إلا بمن يطرق الباب ويقابل الأهل الأحباب.

وأرجو أن تعرضي رغبتك على محارمك وليس في عرضك على الأكفاء عيب وقد فعل هذا عمر مع ابنته حفصة رضي الله عنهما حيث عرضها على الصديق وعلى ابن عفان رضي الله عنهما وفازت حفصة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما إذا شعرت بميل أحدهم إليك فعليك أن تدليه على أوليائك ومحارمك وأعطي نفسك فرصة للسؤال عنه كما أن من حقه أن يسأل عنك ثم استخيري ربك فإن التي تستخير وتستشير لن تخيب، فإذا حصل الوفاق والتوافق فعليكم بالمسارعة بإكمال المراسيم فانه لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ولا يخفى على أمثالك أن الإسلام دين يرفض الكذب والخداع مهما كانت المبررات، كما أن ديننا العظيم يطالبنا بالبعد عن مواطن الريب والشهوات.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالتوبة والاستغفار واللجوء إلى الواحد القهار، وأرجو أن تتوقفي فوراً حتى لا تجلبي لنفسك الأزمات والحسرات، والتزمي بصحبة العفيفات بنات الأخيار وأكثري من التلاوة والأذكار واحرصي على الصلاة والسلام على رسولنا المختار، ونسأل الله أن يبعد عنك الأشرار وأن يرزقك زوجاً من الأخيار.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً