الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بالخلاص من الذكريات السيئة السابقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تلازمني ذكريات عن أمور سيئة مرت علي أو فعلتها في صغري، غير أنها تؤثر في حياتي بشدة وتشغلني عن دراستي وأعمالي، وأنا أدعو الله أن يمحو هذه الأمور من ذاكرتي نهائياً، فهل هذا اعتداء في الدعاء؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً، وأبعد عنكم الهم والحزن، فإن الأمر قد طال علي ولا أجد حلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك لطي هذه الصفحة، والنظر إلى الأمام بعد أخذ العظة والعبرة مما سبق حتى لا تكون مثل الذي لدغته عقرب فظل يدور حول نفسه ويقول كيف جاءت ولماذا؟ وهل تواصل اللدغ المرة تلو الأخرى دون أن يفكر في قتلها أو الهروب والابتعاد عنها، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي لا تريد لأفرادها أن يقفوا في أماكنهم ويرددوا لو أنا فعلنا كذا كان كذا ولكنها تعلم الإنسان أن يقول قدر الله وما شاء الله فعل، وذلك لأن لو تفتح عمل الشيطان، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم إلا بشيء قدره مالك الأكوان.

وقد قال ابن عباس رضي الله عنه عند تفسير قوله تعالى: (( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ))[الحديد:23] حيث قال: (ما من إنسان إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن المؤمن يجعل فرحه شكراً لله، ويجعل حزنه صبراً).
(وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ).

ولا يخفى عليك أن المؤمن كيس عاقل فطن فهو لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، ورغم أنه لم نتعرف على نوعية تلك الأخطاء إلا أن التوبة النصوح والإصرار على فعل الخيرات كفيل بمحو آثار ما حصل بالأمس، ومهما كان نوع التقصير الحاصل فإن الله غفور رحيم، وأرجو أن تحمد الله الذي أيقظك ووفقك لإدراك الأخطاء ثم أعانك على التخلص منها، وقد أسعدني حرصك على اللجوء إلى من بيده الخير سبحانه فهو الذي يحب المضطر إذا دعاه، وليس في الدعاء المذكور مخالفة، وإذا ذكرك الشيطان بالماضي فجدد التوبة، وأكثر من الاستغفار وعندها سوف يتركك الشيطان وهو نادم، وذلك لأن هذا العدو يحزن إذا تبنا ويتحسر إذا استغفرنا ويهرب إذا ذكرنا ربنا ويبكي إذا سجدنا لله، فعامل عدوك بنقيض قصده ولا تتوقف عن الدعاء فإن الدعاء هو العبادة، واعلم أن الإنسان لا يخسر إذا توجه إلى ربه جل وعلا، ومما يعينك على نسيان الماضي ما يلي:-

1- اللجوء إلى الله.

2- شغل النفس بالمفيد.

3- التخلص من ذكريات وأرقام وآثار الماضي.

4- الاشتغال بالدراسة والهوايات النافعة.

5- مرافقة الأخيار.

6-البعد عن الوحدة فإن الشيطان مع الواحد.

7- الإكثار من ذكر الله وتلاوة كتابه.

8- النظر إلى المستقبل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يغفر لك، وأن يذهب همك وأن يصلح حالنا وحالك.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب يوسف

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    والسلام على صاحب السؤال وصاحب الاجابة ..
    اولا اريد شكر صاحب السؤال على طرحه لمشكلته لأنه أنا ايضا اعاني من نفس المشكلة ..
    وايضا اريد شكر الاخ الفاضل abdullah على الاجابه التي جعلتني اشعر بالرضى والاطمئنان .. فبسبب هذه الاجابه تمكنت اخيرا من الاستيقاظ وإدراك نعم الله التي انعمها علينا ..
    وهذا اخر شئ اريد قوله وهو انني شاكر للاخ عبدالله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً