الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب عدم رغبة الطفل بتناول الطعام وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن أختي الصغيرة عمرها تقريباً 8 سنوات لا تأكل أبداً إلا عند الضغط عليها، لا تشتهي الأكل، والآن ذهبت للمستشفى ونامت بها تقريباً 12 ساعة مما أقلق أمي وأبي كثيراً وهم خائفين جداً وحزينين، أذكر أنا ذهبنا بها من قبل إلى الطبيب ولكن قال: ليس بها شيء، وذهبنا بها عند راق وأيضاً قال: ليس بها شيء، احترنا حقاً، أرجو المساعدة، وأسأل الله أن يهديكم ويوفقكم إلى العلاج وكل خير، وجزاكم الله عن المسلمين كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صفوان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك بالطبع أسباب عضوية، وهنالك أسباب نفسية تجعل الطفل لا يرغب في تناول الطعام، وهنالك بعض الأطفال تكون لديهم هذه مجرد عادة مكتسبة .
عموماً: إجراء الفحوصات العامة يعتبر أمراً ضرورياً، والتأكد من قوة الدم (الهموجلوبين ) وبقية الفحوصات الأساسية والتي أتفهم من الرسالة أنه قد تم إجراؤها، هذه لابد أن تكون كقاعدة طبية ضرورية يمكن على ضوئها أن يحدد الطبيب ما هو الضرر الذي حدث من عدم تناول الطعام، ونعرف تماماً أن فقر الدم في بعض المرات يمنع الأطفال من تناول الطعام بالكميات الصحية المطلوبة؛ لأن الطفل في الأصل يفقد الشهية للأكل.

هذا هو الأمر الأول .

الأمر الثاني: هنالك بعض العادات المكتسبة وهي ليست عادات طيبة في تغذية الأطفال، منها:

أن يأكل الطفل في الوجبات الرئيسية، خاصةً هذه المشروبات الغازية والحلويات يعرف عنها أنها ذات قيمة غذائية ضعيفة جداً، بعكس ما يعتقد الناس، وفي ذات الوقت تؤدي إلى أن تقل الشهية لدى الطفل بشكل مريع للدرجة التي تمنعه من تناول الطعام في الوقت المطلوب، وعليه أرجو وقد لاحظت ذلك كثيراً أن تمنع الطفلة بقدر المستطاع من تناول المشروبات الغازية وكذلك الحلويات بصفة عامة، هذا سوف يحل المشكلة في معظم الأطفال .

الشيء الآخر: لابد أن نشجع هذه الطفلة، ونتحدث معها، هي طفلة عمرها ثمان سنوات، يمكن أن تستوعب أهمية الطعام وأهمية التغذية، ولا مانع دائماً أن تنظم لبقية أفراد الأسرة أو إلى من تفضل وتحب من أفراد الأسرة ويكون هنالك نوع من التناول الجماعي للطعام، وترغب وتحفز، هذا إن شاء الله شيء جيد.

ثالثاً: أرجو أن يشرح للطفلة أهمية الوزن الطبي، الأطفال الحمد لله يستوعبون ويعرفون في مثل هذه السن، يتم وزنها وهذا ضروري، ثم بعد ذلك تخطر بوزنها الطبي، ويجرى هنالك نوع من الاتفاق معها، أو الحوار معها، ومن خلال ذلك يمكن إقناعها أنها يمكن أن ترفع وزنها، على سبيل المثال في كل أسبوع لابد أن تكتسب نصف كيلو مثلاً هذا يأتي بالشرح والشرح المبسط الذي يستوعبه الطفل.

هذه الأسباب العامة الضرورية جداً، أما من الناحية النفسية، فبالطبع لا أعتقد أن هذه الطفلة تعاني مطلقاً مما يعرف بالــ(Anorexia nervosa) أو ما يعرف بفقدان الشهية العصابي، هذه الحالات لا تظهر في هذه السن، هي ما بعد البلوغ تقريباً أو بعد سن الثانية عشر في بعض البنات، ولكن الغالب أنها في سن الخامسة عشرة إلى العشرين، عموماً هذا بالطبع ليس السن التي نشخص فيها هذه الحالة.

هنالك حالات نفسية تفقد الطفل الرغبة في الطعام ومنها الاكتئاب النفسي، الأطفال لا يستطيعون أن يعبروا عن مشاعرهم في بعض الحالات، وخاصة الاكتئاب النفسي قد لا يظهر في شكل اكتئاب، إنما يظهر في شكل أعراض بايولوجية مثل اضطراب النوم، فقدان الشهية للطعام، عدم الرغبة في الدراسة، الانعزال وعدم التفاعل مع بقية الأطفال، فأرجو أن تلاحظ هذه الأعراض وإذا كان هنالك أي شيء منها فربما يكون الأسلم أن تعالج مشكلة الطفلة إذا كانت هنالك أي صعوبات أو ضغوطات حادثة أو إذا كان هنالك ظروف سلبية في المدرسة، لابد أن تعالج، كما أنه لابد أن يُستفاد من صديقاتها في تشجيعها على الأكل؛ لأن الطفل يستمع كثيراً إلى الطفل وهذا ضروري في نظري.

في بعض الحالات إذا كان مكتئباً فنعطي مضادات الاكتئاب، ونعطي الأطفال بعد بلوغهم سن السابعة، ومن الأدوية المفضلة عقار يعرف باسم تفرانيل، هو سليم جداً في الأطفال نبدأ بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نرفعها إلى 25 مليجراماً ليلاً أيضاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفض إلى 10 مليجرامات يومياً مرة أخرى وتستمر عليها لمدة شهرين أيضاً، أنا بالطبع لا أدعو إلى أن تبدأ الطفلة في تناول الدواء ولكن إذا كان هنالك ما يشير إلى أنها مكتئبة أو طبيب الأطفال أشار إلى ذلك هنا يمكن أن تعطى الدواء .

هنالك بعض الأدوية المشهية معروف أنها تزيد من شهية الطفل للأكل، منها عقار يعرف باسم برياكتين (Periactin) هذا الدواء يمكن أن يجرب وهو دواء سليم جداً، لا مانع أن تتناوله الطفلة بجرعة 2 سي سي ليلاً ويمكن أن تستمر عليه لمدة شهرين أو ثلاثة.

إذن: هذا هو الذي أراه في مثل هذه الحالة، وأعتقد أن عرض الطفلة على طبيب الأطفال يستطيع الإنسان من خلاله أن يبني فكرة أكبر عن وضع هذه الطفلة من الناحية العضوية ومن الناحية النفسية.

نسأل الله لها العافية والشفاء.
وبالله التوفيق.
-----------------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول بعض الاستشارات المفيدة في كيفية عمل الرقية الشرعية: ( 237993- 236492-247326 ).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً