الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من اضطراب النوم سلوكياً ودوائياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب عمري 28 سنة لدي مشاكل كثيرة اجتماعية مادية عاطفية... الخ والمشكلة أن النوم لدي مضطرب ولا أشعر براحة بعد النوم، وعند الاستيقاظ أشعر بألم في جنبي ولا أستطيع النوم عند تغيير المكان مما يسبب لي مشاكل كثيرة لكيفية عملي، أحياناً أضطر ألا أنام لمدة يومين وأكثر فما الحل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


حالتك تتلخص في تفاعلك السلبي مع صعوبات الحياة وهذا بالطبع تولد عنه الشعور بالقلق والتوتر والنظرة التشاؤمية العامة، ستكون أفضل طريقة للعلاج هي ألا تكون انتقائياً في مشاعرك بمعنى ألا تتذكر فقط الصعوبات والمشاكل وتنسى ما هو إيجابي وطيب في حياتك، وعليه فإني أدعوك أن تعيد النظر في طريقة تفكيرك وأن تكون أكثر إيجابية، وسوف تكتشف وبشيء من التأمل والتمعن أنه لديك أشياء جميلة جداً في حياتك صرف التشاؤم والتفكير السلبي انتباهك عنها.

صعوبات النوم واضطرابه وكذلك الألم الذي تحس به هي نتاج القلق والتوتر وربما إهمالك لصحتك النومية وعليه أرجو إتباع الآتي:
(1) تجنب النوم في أثناء النهار ما عدا القيلولة، والتي هي في حدود نصف ساعة.

(2) ممارسة الرياضة بصوره يومية.

(3) تجنب شرب محتويات الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي بعد الساعة السادسة مساءً.

(4) يجب أن تذهب للفراشليلاً في وقت ثابت ومعلوم وذلك من أجل تنظيم ساعتك البيولوجية.

(5) الحرص على أذكار النوم.

(6) تناول العقار المعروف باسم انفرانيل وذلك بجرعة 25 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم ترفع الجرعة إلى 50 ملجرام ليلاً لمده أربعة أشهر ثم تخفضها إلى 25 ملجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر. هذا الدواء مفيد جداً في علاج القلق والتوتر كما أنه يساعد في تنظيم النوم وليس له آثار جانبية بخلاف أنه ربما يسب جفاف في الفم قليلاً في الأيام الأولى للعلاج.

أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وعليك الالتزام باتباع الإرشادات السابقة.
وبالله التوفيق.
---------------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول آداب النوم:

1 : في صحيح البخاري عن أبي ذر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: (اللهم باسمك أحيا وأموت).
وإذا أصبح قال: (الحمد لله الذي أحياناً بعدما أماتنا وإليه النشور).

2 ـ وروى الشيخان عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنها: (إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين). وفي رواية لهما: (التكبير أربعاً وثلاثين).

3 - وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين). وفي رواية: (ينفضه ثلاث مرات).

4 - وفي الصحيحين عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما: (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ))[الإخلاص:1] و(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ))[الفلق:1]، و(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ))[الناس:1]، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات) قال أهل اللغة: النفث: نفخ لطيف بلا ريق.

5 - وفي الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري البدري عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأ بهما في كل ليلة كفتاه).
اختلف العلماء في معنى كفتاه، فقيل: كفتاه من الآفات في كل ليلة، وقيل: كفتاه من قيام ليلته.
قيل كفتاه من الشيطان، ويحتمل أن يكون الجميع مراداً كما قال النووي رحمه الله تعالى.

6 - وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول).

7 - وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، وذكر الحديث، وقال في آخره: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال معك من الله تعالى حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقك وهو كذوب. ذاك الشيطان).

8 - وفي سنن أبي داود عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم يبعث عبادك ثلاث مرات).

9 - وفي صحيح مسلم وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: (اللهم ربّ السماوات وربّ الأرض وربّ العرش العظيم ربنا وربَّ كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغنني من الفقر). وفي رواية أبي داود: (واقض عني الدين، وأغنني من الفقر).

10 - وفي سنن أبي داود والترمذي عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ (( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ))[الكافرون:1]، ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك).

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً