الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الالتهاب في المناطق التناسلية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤال يحيرني كثيراً فأرجو من سيادتكم مساعدتي.

أنا امرأة متزوجة، أعاني من حكة شديدة خارجية في المنطقة التناسلية، يصاحبها نزول إفرازت أحياناً تكون صفراء، وأحياناً بلا لون، متقلبة، ومع هذه الحكة حبوب خفيفة، مثل حبوب الحساسية (الأكزيما) تقريباً، ولكنها تكاد تكون محسوسة، فأرجو منكم إفادتي في سبب هذه الحكة ونصحي في ماذا يمكنني أن أفعل لتجنبها، مع العلم أني حامل في الشهر الثاني!

وشكراً لكم، وتقبلوا فائق احترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هـ0م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

1- إن الوصف يتماشى مع التهاب الجلد بالتماس، والذي غالباً ما يكون بسبب استعمال الفوط غير المناسبة أو التي تسبب حساسية في هذه المنطقة الحساسة، ولعلاجها ينبغي تحري السبب الموضعي، والابتعاد عنه، واستعمال كريم عازل مثل أكسيد الزنك الذي غالباً ما ينهي المشكلة.

وقد يكون ذلك ثانويا عن أي نوع من الإفرازات النسائية التي يكثر حدوثها أثناء الحمل على اختلاف أسبابها - ويمكن تحري أسبابها لو وجدت في استشارة نسائية - والإفرازات قد تؤدي إلى التهاب جلد بسبب التماس معها.

2- أو أن الإفرازات نفسها تكون فيها ما يسبب المرض مثل الخمائر والفطريات، وبالطبع فإن علاج الأسباب يؤدي إلى اختفاء الحكة.

3- وقد تكون بسبب التهاب جلد خمائري، وهو عبارة عن احمرار ورطوبة الموضع الحاك خاصة في ثنيات أو طيات الجلد، والعلاج يكون باستعمال الكريمات المضادة للفطريات أو الخمائر، مثل كريم المايكوستاتين أو الكانستين أو البيفاريل أو الدكتارين، وأي منها يدهن مرتين يومياً إلى أن يتم الشفاء، والذي يحتاج بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.

4- أو قد يكون التهاب جلد فطري بالفطريات الجلدية غير الخمائرية، ولكنه يكون جافاً وذا حدود واضحة نابذة وشفاء مركزي نسبي، يقل هذا الصفاء المركزي لو تم استخدام الكورتيزونات الموضعية، والعلاج للفطريات يكون باستعمال كريم الكانستين أو البيفاريل أو الدكتارين يومياً ولعدة أسابيع حسب شدة الحالة.

5- وقد يكون التهاب جلد عصبي أي حزازاً محصوراً، ولكن يكون عادة شديد الحكة وجافاً، وقد يسبب نزول الدم من شدة الحكة، وعلاجه بالكريم الكورتيزوني الخفيف المخلوط بمضادات الفطريات، مثل اللوكاكورتن فيوفورم والذي يدهن عند اللزوم فقط، ولأقل عدد ممكن من المرات، ولفترة قصيرة خاصة؛ لأن المنطقة حساسة؛ ولأنه لا ينصح بالإكثار منه عند الحمل.

وقد أوردنا أدناه نسخة من استشارة محجوبة تناقش حالة مشابهة، وذلك لمزيد من الفائدة، وقد يكون هناك بعض التكرار أو التداخل.

((أولاً: أغلب الظن أنك تعانين من التهابات في المنطقة التناسلية، وغالباً ما تكون فطرية أو خمائرية.

ثانياً: غالباً ما هنالك التهاب مهبل؛ وذلك نظراً لأنك ذكرت أنك تعانين من إفرازات.

ثالثاً: من العلاجات الممكنة استعمال برمنغنات البوتاسيوم مستحضر 1/8000 على شكل كمادات 10 دقائق ثلاث مرات يومياً، نتبعها بعد ساعة بكريم كانيستين، وإن كانت الإفرازات من المهبل فيفضل استعمال كانيستين تحميلة مهبلية (لا تستعمل لغير المتزوجين).

رابعاً: في الحالات الشديدة قد تحتاج الطبيبة إلى وصف السبورانوكس أو اللاميزيل أو الديفلوكان، وذلك حسب تقديرها بعد الفحص السريري، ولكنهما لا يعطيان مع الحمل.

خامساً: يمكن إضافة مضادات الهستامين لتخفيف الأعراض (وليس للعلاج)، مثل الكلاريتين أو التلفاست أو الزرتيك أو الأورياس، أيضاً ينصح بعدم أخذهما أثناء الحمل.

سادساً: في حال وجود الداء السكري فعندها يكون المريض أو المريضة أكثر عرضة لهذه الإصابات، ولا يعني ذلك بالضرورة وجود السكري.

سابعاً: تكثر هذه الإصابات عند العرسان الجدد؛ وذلك لعدم خبرتهم في الطرق الصحية لتجنب الالتهابات.

ثامناً: العناية بالمنطقة التناسلية ونظافتها واستعمال الماء والصابون للغسل اليومي وبشكل صحي صحيح، مع التغيير اليومي للملابس الداخلية يمنع إلى حد كبير هذه الإصابة أو على الأقل مضاعفاتها.

تاسعاً: ننصح وهو الأولى مواجهة طبيبة أمراض جلدية، وذلك للفحص والمعاينة، وعمل الإجراءات التشخيصية اللازمة من فحص مجهري مباشر أو زرع أو مسحة أو غيرها، ثم استعمال المضاد المناسب حسب النتيجة التي تحصل عليها من فحصها واستقصاءاتها.

عاشراً: بشكل عام اطمئني فما عندك هو شيء شائع، وعلاجه متوفر وسهل ورخيص، ولكن تحت إشراف الأخصائية، وننصح المتزوجين بالمعالجة المتواقتة حتى ننفي العدوى وتكرارها من طرف لآخر بين وقت وآخر)).

والخلاصة:
بعد الاطلاع على كل ما ذكر أعلاه تستطيعون المقارنة والترجيح واختيار الأنسب، ولكن من خلال قراءة السؤال فإن الأرجح أن ما تعانين منه هو التهاب المنطقة المذكورة بالتماس، مع احتمال وجود العامل الفطري بشكل ثانوي فوق التهاب الجلد الأكزيمائي، وما ننصح به هو برمنغنات البوتاسيوم واللوكاكورتين فيوفورم والبحث عن السبب لتجنبه، ولكن القرار اليقيني هو للطبيبة الفاحصة المعاينة، فالرؤية أولى من التوقع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً