الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج ظاهرة مص الإصبع لدى الأطفال

السؤال

طفلي عمره 5 أشهر، دائماً يمص إصبعه، وقد لاحظته يفعل ذلك بعد فطمي إياه من الرضاعة الطبيعية لتناولي نوعاً من الحبوب، وأراه يفعل ذلك ليلاً، وعندما يكون نائماً، وعندما أتركه بمفرده، فهل لذلك دلالات نفسية سيئة؟ وهل يسبب له ذلك أمراضاً نفسية أو عضوية على المدى القريب أو البعيد؟ وكيف أستطيع منعه؟
علماً بأن أباه قد وضع قفازاً على يده إلا أنه بكى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لرضاعة الطفل، بالطبع هناك جانب التغذية، وهناك الارتباط بالأم، وهذا الارتباط يعتبر واحداً من الوسائل التواصلية الوجدانية العاطفية المهمة بالنسبة للطفل.

ولا شك أن الطفل حين يقوم بامتصاص الثدي يكون أيضاً قد اكتسب نوعاً من العادة، وهذه العادة عادة محفزة وعادة مشجعة، وفي حالة هذا الطفل - حفظه الله - بالطبع افتقاده للثدي جعله يبحث عما يعوضه عن ذلك، ويعتبر امتصاص الإصبع واحداً من الوسائل التي يحاول الطفل أن يعوض بها فقدانه للثدي، وترى المدرسة التحليلية أن ارتباط الطفل بثدي أمه فيه نوع من التشجيع والتحفيز العاطفي للطفل، وتحدثوا أيضاً عن بعض المنافع الأخرى التي يجنيها الطفل من هذا الارتباط، وإن كنا لا نتفق مع كل ما قالته المدرسة التحليلية، ولا أعتقد حقيقة أن هنالك دلالات نفسية أو مؤشرات نفسية سيئة أبداً، هي مجرد عادة حاول أن يعوض بها الطفل عن مكان الثدي، ولا شك أن وسائل الإرضاع الأخرى سوف تكون معوضة للطفل بصورة معقول جداً ولا أعتقد مطلقاً أنه سوف تحدث أي أمراض نفسية أو أمراض عضوية للطفل على المدى القريب أو المدى البعيد، ولكن بالطبع جعل الطفل يتوقف عن هذه العادة سوف يكون - إن شاء الله - أمراً طيباً.

الوضع الطبيعي للأطفال هو الإكثار من رضاعة الثدي أثناء الليل خاصة لدى بعض الأطفال؛ لأن بعض الأمهات تتخذ الرضاعة وسيلة كي ينام الطفل، كذلك حين يكون الطفل وحده أيضاً يعتبر امتصاص أي شيء يجده واحدة من الأشياء التي تجعله يبتعد عن الملل؛ لذا نجد أن هذا الطفل حفظه الله يميل إلى امتصاص إصبعه في هذه الأوقات.

عموماً، فإن ما يقوم به والده بوضع القفاز على يده هذا ربما يكون مجدياً في بعض الأحيان، أعرف أيضاً من يضع بعض المقززات والحمضيات على يد الطفل حتى يبتعد عن هذه العادة، ولكن لا أعتقد أن ذلك سيكون مجدياً ولا ننصح به كثيراً، والذي أراه أن هذه العادة سوف تنتهي تلقائياً، ولكن اجعلي الطفل يمسك المرضعة ( البزازة) وحده بيديه؛ لأن ذلك سوف يغير أو يشد انتباهه للتقليل من الرضاعة أو امتصاص إصبعه.

هذا الطفل لا زال صغيراً؛ فعمر خمسة أشهر ليس هو العمر الذي يحدد العادات المكتسبة أو العادات التي سوف يفتقدها الطفل أو سوف تظل معه، وأعتقد أن الطفل سوف يتخلص من هذه العادة تلقائياً، وأرجو عدم الانزعاج لذلك.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً