الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرفت على شاب لكنني غير متأكدة من أخلاقه

السؤال

تعرفت على شاب لكنني لست متأكدة من أخلاقه! لأنه صارحني بالعديد من المشاكل التي وقعت له بسبب ردة فعله السريعة والعنيفة، فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجاً صالحاً خلوقاً يكون عوناً لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن الأسرة عبارة عن شركة طويلة الأجل، غالباً يحدث فيها الاحتكاك والتعامل ما لا يحدث في أي شركة أخرى، لذا لزم ضرورة التدقيق في اختيار طرفي هذه الشركة وعدم العجلة في ذلك؛ لأن أي تقصير أو تهاون في هذا الجانب يضعف بهذه الشركة منذ أيامها الأولى ويجعلها دائماً في مهب الريح لا تعرف قراراً ولا استقراراً، خاصة وأن المرأة هي الطرف الضعيف في هذه الشركة، وغالباً ما تدفع الثمن غالياً في جميع المراحل، ومن هنا تتضح الحكمة من نص النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة وجود الخلق مع الدين حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) رغم أن الدين يشمل الإيمان والأخلاق وغير ذلك، إلا أن الحبيب صلى الله عليه وسلم نص على ضرورة مراعاة هذا الشرط صيانة للأسرة من التفكك وحفظاً للمرأة من الضياع؛ لأنها الجانب الأضعف غالباً، ومهما أخذت من مواثيق أثناء العقد فإن هذا كله لا قيمة له إذا كان الزوج لا يتمتع بالخلق الفاضل، لذا أتمنى أختي الكريمة أن تهتمي جداً بهذا الجانب لأنه صمام الأمان لك في هذه المرحلة الشاقة الطويلة، رحلة الحياة الزوجية؛ لأن انعدام الخلق أو العجلة والتسرع لا يؤمن معه جانب الرجل، حيث قد يتعجل أو يتسرع في إطلاق ألفاظ الطلاق، بل وقد يعالج مشاكل الأسرة بنوع من التهور والعجلة وعدم الروية، ومثله عادة ما يستخدم العنف اللفظي أو الجسدي لحل أي نزاع، فيصبح البيت كأنه حلبة مصارعة، وكأننا في سوق كل ينادي بأعلى صوته على بضاعته ليجذب الأنظار إليه، لذا أنصحك أن تتريثي ولا تتعجلي، وأن تجعلي قلبك وراء عقلك وأن تسألي عن أخلاقه دون أن يعرف، خاصة داخل أسرته ومحل سكنه ومكان عمله، وكيفية تعامله مع هذا المحيط ثم كذلك اسألي عن دينه، وهل هو من ذوى الديانة والاستقامة؟ لأن الشرط الأساس لاستقرار الأسرة هو قبل الخلق الدين؛ لأنه أساس الأخلاق ومنبعها،فرجائي أن تجتهدي في الوقوف على تصرفاته وأخلاقه قبل أي شيء، لأنك الجانب الأضعف ولا تغرنك دموع التماسيح لأن المسألة ليست رحلة ليوم أو يومين وتنتهي، وإنما هناك أسرة وأولاد ومسئولية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً