الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح وإرشادات لموظف يفتقد التقدير من إدارة عمله

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب متزوج منذ ستة أشهر، وأشعر بضيق شديد من عملي، ولا أجد تقديراً مهما بذلت من جهد، بل على العكس أجد تقليلاً من شأن ما أقدم، كما أنني أحصل على أقل تقييم وأقل مقابل مادي بين زملائي، وكلما أدخل الشركة أشعر بضيق شديد من العمل ومن كل شيء في الشركة، ولقد بحثت عن عمل آخر فلم أوفق، فهل يرى الله -عز وجل- في بقائي في هذا العمل خيراً، لهذا لم يوفقني لعمل آخر؟ وماذا أفعل للتأقلم مع جو عملي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك لحب عملك وأن يذهب عنك هذه الحالة وأن يجعلك من السعداء.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه ومما لا شك فيه أن عدم شعور الإنسان بالإنصاف والتقدير من أهم عوامل الإحباط وقلة الإنتاج والفتور؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب التقدير والاحترام، بل والمدح والثناء، وتلك طبيعة بشرية في جميع البشر، فالكل يحتاج إلى التقدير ممن يتعامل معهم في أي زمان أو مكان، وعكس ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة، بل وقد يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية والجسدية؛ لأن صحة النفس هي أساس صحة البدن.

ولذلك استعمل الإسلام هذا الأسلوب في القرآن والسنة، فشعور الإنسان بذاته وإحساسه بتقدير الناس له ضرورة لا تقل عن غيرها من الضرورات، وعامل من أهم عوامل النجاح والإنجاز، فأنا معك في أن هذا الجو الذي تعيش فيه ليس بجو طبيعي وإنما هو جو مرضي وغير صحي ويحتاج إلى علاج عاجل.

وهنا يكون السؤال: هل هذا الأمر ينطبق على جميع العاملين معك أم يخصك أنت وحدك؟ فإن كان عاماً فالأمر أهون وهذه سياسة خاطئة تمارسها المؤسسة، وعما قريب سوف تنهار نهائياً، وأما إذا كان الأمر يخصك أنت فقط دون غيرك من زملائك فلابد من البحث عن سبب ذلك، فقد تكون أنت السبب وأنت لا تدري، وهذا كثيراً ما يحدث أن يظن الإنسان في نفسه الكمال أو الكفاءة وحسن الأداء في حين أنه ليس كذلك، فأرى أنه من الضروري جداً أن تبحث داخل نفسك وفي محيطك القريب عن سبب ذلك، وقطعاً ستجد، وأنا واثق من ذلك ما دام أنه لا توجد بينك وبين إدارتك عداوة أو سوء تفاهم أو أشياء شخصية، فلماذا أنت؟

وأقترح أن تبدأ في سؤال زملائك المقربين منك في العمل وأن تطلب منهم الصدق وعدم المجاملة، ثم اسأل زوجتك واطلب منها كذلك عدم المجاملة، وكذلك الأصدقاء المخلصين لك، وأهم شيء ألا يجاملوك لأنك فعلاً في مشكلة حقيقية ولم ولن يحلها إلا أنت.

لماذا أنا؟ سؤال يجب أن تقف أمامه طويلاً، وعليك بالصبر، ولا تقاطع أحداً عندما يبين لك وجهة نظره، حتى وإن كانت مؤلمة بالنسبة لك، اسمع وأنصت غاية الإنصات، واطلب من الجميع المساعدة في تحديد الأسباب، ثم انظر في سلوك إخوانك الذين يمارسون نفس العمل وما الذي يميزهم عنك؟ وما الذي عندهم وليس عندك؟ وما الذي عندك وليس عندهم؟ ولا تتعجل ولا تنفعل وستجد الحل بين يديك -بإذن الله تعالى-.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات