الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سلبية الزوج في تعامله مع متطلبات الأسرة غير المادية وموقف الزوجة من ذلك

السؤال

زوجي مدمن مشاهدة كرة القدم لدرجة أنها تجعله يتجاهل كل حقوقي كزوجة، وحقوق أولاده في تربيته لهم، ولا يتحمل أي شيء سوى المادة فقط، أولادي في مدارس لغات، وأواظب على ذهابهم إلى دار للقرآن في ختمة لحفظ القرآن في 5 سنوات، وأنا التي أوصلهم بالسيارة للمدرسة ولدار القرآن، وأذاكر لهم.

علماً بأننا في دولة من دول الخليج، أفيدوني ماذا أفعل مع كوني أصبحت لا أتحمل كل هذا بمفردي؟! علماً بأنني طلبت الطلاق أكثر من مرة، وفي كل مرة يعدني أنه سيتغير، ولا يحدث ذلك!

آسفة لإزعاجكم، ولكن أرجو منكم حلاً لمشكلتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Naglaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يُعيده إلى رشده وصوابه.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن وضع زوجك السلبي وتعلقه الشديد بكرة القدم إلى الدرجة التي وردت برسالتك أمر غير طبيعي ولا مقبول، وسلبية قاتلة تؤدي فعلاً إلى فقد الإنسان أعصابه أو سيطرته على نفسه؛ ولذلك لابد من البحث عن حل وسط لهذه السلبية.

مما يؤسف له أن مثل هذه الحالات المزمنة تحتاج إلى وقت طويل لعلاجها، وبطريقة متدرجة أيضاً، وهذا ما أتمنى أن تضعيه في اعتبارك، وأنا شخصياً ضد فكرة الطلاق، ولا أؤيدها بأي صورة من الصور؛ لأنها كالمستجير من الرمضاء بالنار، لن تحل المشكلة بالطلاق أبداً، بل سيزداد الأمر سوءاً، على الأقل هو الآن موجود وينفق على أولاده، ويتواجد ولو بصورة شكلية.

أما إذا حدث الطلاق فلم ولن تتحسن الأمور، بل ستسوء قطعاً؛ ولذلك أتمنى أن تخرجي هذه الفكرة من رأسك تماماً ما دام هناك أولاد فلا بد لهم أن يعيشوا، وأن يأخذوا حقهم بأي صورة من الصورة، ووجود والدهم معهم حتى وإن كان سلبياً يوفر لهم نوعاً من الأمان والأمن العاطفي والذاتي، حتى ولو لم يتكلم معهم؛ ولذلك دعينا نبحث عن حل آخر غير الطلاق والذي أقترحه كخطة للحل ما يلي:

1- واصلي الحديث معه حول مسئولياته، ولكن بدون توتر أو عصبية، وأشعريه بأنك في طريقك إلى التوقف عند هذا الجهد المضني.

2- لا مانع من التوقف يوماً ولو على سبيل التهديد لتري رد فعله وكيف سيكون.

3- أنصح بالاستعانة ببعض الأقارب أو من لهم مكانة عنده لحثه على ترك هذه السلبية، ووضع حل ولو وسط لهذه المشكلة؛ إذ ليس من اللازم أو الضروري أن يترك كل شيء الآن، وإنما ساوميه ولو على بعض الوقت من باب التدرج في حل المشكلة.

4- عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلحه، ولا تستهيني بالدعاء فإنه من أجل العبادات وأعظم القربات، وأثره عجيب ورهيب؛ إذ أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليك به، وواصلي الصبر، وأبشري بفرج من الله قريب.

5- إذا لم تجدي هذه الوسائل فاطلبي منه خادمة في المنزل تساعدك على خدمة الأولاد أو سائقاً يتولى توصليهم إلى الأماكن التي يريدونها، اطلبي هذا ولو على سبيل التجربة، وانظري ردة فعله لاحتمال أن يوافق، فتكونين بذلك قد كسبت جولة ووفرت بعض المجهود لأشياء أخرى لا تقل أهمية عما تقومين به.

6- أكرر رفض فكرة الطلاق مطلقاً لأنها داء وليست دواء، وابحثي في الطرق الأخرى، وواصلي رحلة الصبر، وأبشري كما ذكرت بالفرج القريب والعاجل.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً