الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر أدوية الاكتئاب النفسي على الحمل وبيان الأنواع الآمنة منها

السؤال

أنا أعاني من حالة اكتئاب شديدة، المشكلة ليست في ذلك، المشكلة الحقيقة هي أنني لا أستطيع الاستغناء عنها يوم واحد وتلك الأدوية ممنوع استخدمها أثناء الحمل، وهي (الأنافرونيل 25) (وكالميبام 3)، فهل من أدوية أقوى من الآتي (دب ودورمفيال) أتناولها أثناء تلك الفترة؟

أسأل الله أن يوفقك في إيجاد أدوية لي لأنني في شدة من الرعب والتعب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم جني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة، نسأل الله تعالى أن يشفيك من هذا الاكتئاب.

بالنسبة لاستعمال الأدوية في أثناء فترة الحمل، لا شك أن الوضع الأمثل هو أن لا يتم استعمال أي أدوية في فترة الـ 118 يوم الأولى وهي فترة تخليق وتكوين الأجنة ولكن إذا كانت هنالك حاجة حقيقية للدواء فيمكن أن يتناول الإنسان الدواء بعد استشارة الطبيب وأن يكون تحت رقابة الطبيب، الطبيب الذي وصف له الدواء وكذلك طبيبة النساء والولادة.

هنالك أدوية لم تسجل ضدها أي نوعٍ من التغيرات التي قد تحدث للأجنة، والأنفرانيل ليس من الأدوية الخطيرة حقيقةً، ولكن لا نقول أنه من الأدوية السليمة مائة في المائة، الدواء المضاد للاكتئاب والذي نستطيع أن نقول أنه يمكن استعماله في فترة الحمل هو البروزاك، فالبروزاك أثبتت الأبحاث كلها أنه سليم جداً في فترة الحمل ولا يسبب إن شاء الله أي مشاكل بالنسبة للطفل.

هنالك دراسة تشير أن حوالي 1400 امرأة حملن صدفةً خلال تناولهن للبروزاك، وبفضل الله تعالى بعد متابعة هؤلاء النساء لم تظهر أي مشاكل فيما يخص تكوين الأجنة، وهذه الدراسة معتبرة ودراسة مطمئنة جداً.

إذن أختي الكريمة يمكنك إيقاف الأدوية التي تتناوليها الآن بالتدرج، يمكنك إيقافها بالتدرج في خلال أسبوعين وبعدها يمكنك البدء في تناول البروزاك، ابدئي بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وهذه في نظري سوف تكون كافية لعلاج الاكتئاب.

بالطبع سوف يكون من المفضل أيضاً أن تكوني تحت متابعة الطبيبة النسائية، حتى تقومي بإجراء الفحوصات والموجات الصوتية وكل طرق المتابعة المطلوبة في مثل هذه الحالات، وذلك من أجل المزيد من الاطمئنان.

أختي الكريمة: بالطبع أيضاً عليك أن تستفيدي من الوسائل العلاجية الأخرى غير الدوائية، أنت ما دمت الحمد لله مقبلة على حمل، هذا حدث كبير وعليك أن تكوني متفائلة، وأن تسألي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وعليك أن تكوني فعالة في منزلك والإشراف عليه بالصورة المطلوبة، عليك أن تفكري التفكير الإيجابي، عليك أن توزعي وقتك، وأكثري من الدعاء والاستعانة بالله، إذن أختي الكريمة هذه كلها إن شاء الله وسائل علاجية طيبة، ولا شيء أبداً يدعوك لأن تعيشي تحت الرعب وتحت التعب أبداً، والحمد لله الآن الوسائل العلاجية والوسائل الطبية متقدمة جداً ومتوفرة جداً، وبفضل الله تعالى كل إنسان مهما كانت مشكلته ومهما كانت صعوبتها يمكن أن يُقدم له شيء من خلال الطب الحديث.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً