الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الموافقة وتحديد موعد الزفاف رفضتني أمه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً، تقدم لخطبتي شاب من العائلة وحصل توافق بيننا وتمت الخطبة وحددنا موعد الزفاف وكان كل شيء جاهزاً، وفي اليوم الذي يسبق العرس أتت والدة العريس لكي تقول لنا أنها غير موافقة على الزواج، مع العلم أنني -ولله الحمد- على خلق ودين، لقد صدمت صدمة قوية، ولم أستطع أن أنسى ما وقع، لقد مضى أقل من سنة على ذلك وما زلت أعاني ولا أستطيع أن أسامحهم أبدا؛ لأنهم اتهموني بأشياء لم أفعلها، فما هو الحل؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في الذي حصل رغم مرارته خير كثير (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216] ولا أظن أنك تنتفعي من رجل لا يملك قراره، وسوف يصعب عليك أن تعيشي مع أسرة تبني معلوماتها على القيل والقال، ولن يضيع حقك عند الكبير المتعال فهو سبحانه يأخذ للمظلوم حقه وينصره، فتوكلي عليه واستعيني به، وارفعي حاجتك إليه، مع ضرورة أن تمسكي لسانك من الكلام عنهم ومقابلة إساءتهم بالإساءة، وفوضي أمرك إلى الله وأنه سبحانه بصير بالعباد.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الظلم ظلمات وإن الله سبحانه يعاقب الظالمين في الدنيا مع ما ينتظرهم في الآخرة، وليت كل امرأة تظلم الناس تدرك أنها سوف تشرب من ذات الكأس وسوف ترى ذلك في أقرب الناس إليها (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ))[الشعراء:227].

ولا أظن أنك بحاجة إلى البكاء على من ليس عندهم وفاء، واعلمي أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، وإن سعادة الإنسان في رضاه بالأقدار وفي مواظبته على التلاوة والأذكار وفي الصلاة والسلام على رسولنا المختار، وسوف يأتيك ما قدر لك الواحد القهار، فاشغلي نفسك بطاعته واستغفريه فإنه الغفار.

وأرجو أن تحشري نفسك في الصالحات ولا تلتفتي للأكاذيب والإشاعات، واعلمي أن الناس يحكمون عليك بمظهرك وأخلاقك وحيائك، وما كل ما يقال يسمع فلا تظهري لهم الضعف والتأثر، ورددي في ثبات لا حول ولا قوة إلا بالله، وأكثري من قول حسبي الله ونعم الوكيل، واحفظي الله يحفظك، وأكثري من اللجوء إليه فإنه نعم المولى ونعم النصير.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله والصبر، وقد أحسن من قال:

بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد

وأبشري فإن الله يدافع عن أهل الإيمان، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً