الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عظم جريمة العقوق وكيفية التوبة منها بعد موت الوالدين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد توفيت أمي منذ فترة، وكنت أثناء حياتها أرد عليها كلمة بكلمة، وكنت أخاصمها كثيراً، وأشعر أني كنت عاقة، فأريد أن أبرها بعد وفاتها، فماذا أفعل؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك ولوالدتك.

بخصوص ما ورد برسالتك: فكما لا يخفى عليك أن هذا الإسلام العظيم الذي شرفنا الله بالانتساب إليه قد أعطى كل ذي حق حقه، وأمرنا بضرورة مراعاة الحقوق مع اختلاف المنازل والرتب، فأعظم الحقوق حقه جل وعلا ثم حق نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأتي بعد ذلك حقوق العباد جميعاً وعلى رأسهم يأتي حق الوالدين، وكذلك حق الزوج والأرحام والأولاد والجيران حتى الحيوان، كل له حق قدره الشرع وبينه حتى لا يعتدي أحد على حق غيره ولا ينكره أو يتنكر له.

قد بين الشرع أن أعظم الحقوق بعد حق الله ورسوله هو حق أصحاب الفضل الأكبر من البشر جميعاً وهما الوالدان، ولا يخفى عليك ما ورد في فضلهما وكيفية التعامل معهما في الكتاب والسنة، بل لقد بلغ من عظيم منزلتهما عند الله أنه توعد بعقاب الولد في الدنيا بنفس الجريمة التي وقعت منه عليهما، وهذا فوق عذاب الآخرة، بمعنى أن من ضرب أو سب أو أهان أو أزعج أو أتعب والديه أو أحدهما في الدنيا لابد أن يعاقب بنفس العقوبة من أولاده في الدنيا، إلا أن يتوب توبة نصوحاً ويجتهد بأقصى طاقته لإصلاح ما أفسد وكسب رضاهما بأي ثمن في الدنيا؛ لأن رضا الله من رضاهما وسخط الله من سخطهما، وسنة الله ماضية إلى يوم القيامة في تعجيل عقاب من أساء إلى والديه في الدنيا قبل يوم القيامة، إلا أنه ومن رحمة الله وفضله أن أعطانا فرصة للإصلاح بعد موتهما، وهذا ما ثبت بنص سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث (جاءه رجل فقال: يا رسول الله! لقد مات أبواي، فهل على شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: الصلاة عليهما -بمعنى الدعاء لهما- والاستغفار لهما، وإكرام صديقهما، وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحمة التي لا توصل إلا بهما).

اجتهدي أختي الكريمة في كثرة الدعاء لهما والاستغفار لهما، والتصدق عنهما، وإكرام أصحابهما وأقاربهما، ومساعدتهم إن كنت قادرة على ذلك وزيارتهم، وكذلك الإحسان إلى أقارب والدك ووالدتك خاصة أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأخواتك وإخوانك، واجتهدي في الإحسان إليهم حسب ظروفك وإمكاناتك، وسلي الله القبول.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس دليلة الجلاصي

    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً