الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرب من الله عز وجل وأثره في توفيق العبد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا طالبة لدي امتحان شهادة البكالوريوس بعد عدة أشهر، وأتمنى الحصول عليها، وقد سمعت أنه كلما نقوي علاقتنا بالله فإنه يستجيب لكل دعاء، فهل يجوز أن أكرس نفسي لطاعة الله من أجل أن أتحصل على الشهادة؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك ويجعلك من الناجحين.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وما لا شك فيه أن العبد كلما ازداد طاعة لله وتنفيذاً لأوامره كلما كان أقرب إليه جل جلاله، وكلما كان أهلاً لإكرامه وإحسانه وإنعامه، وهذا بين واضح في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن ذلك قوله جل وعلا: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى))[طه:123]، وقوله: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك) وقوله: (من سره أن يستجيب الله له في الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)، وقوله: (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).

المؤمن الصادق الإيمان لا يعرف أحداً سوى الله يلجأ إليه ويسأله؛ لأن الدعاء من أجل القربات وأعظم الطاعات، فمن علامة صدق الإيمان صدق التوكل على الله وحده وتفويض الأمور كلها إليه جل جلاله والرضا بما قدره وقضاه.

الأصل أننا نعبد الله تنفيذاً لأمره وطمعاً فيما أعده لعباده الصالحين في الآخرة، ولكن لا مانع أيضاً من نزيد من تقربنا إليه بالطاعات في الدنيا رجاء أن يحقق لنا أملنا ويقضي أو يسهل علينا بعض حوائجنا، فهذه كله جائز شرعاً ولكن بشرط أن نرضى بما قدره في جميع الأحوال، بمعنى أنه لو قدر الله ولم يوفق الإنسان فلا يجوز له أن يتهم الله في قضائه وقدره، وإنما عليه أن يقول: قدر الله وما شاء فعل، ويرضى بما جاءه من الله أيّاً كان الأمر، سواء وافق المطلوب أم لم يوافقه؛ لأنه لا يلزم من الدعاء أن تأتي النتيجة كما أراد الإنسان، فقد يكون همك النجاح فيعطيك الله شيئاً أفضل من النجاح لأنه أدرى وأعلم بما يناسبك وما لا يناسبك، وفي ذلك يقول: ((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))[الملك:14].

أكثري من الدعاء والطاعة والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأبشري بخيري الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً