الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع مزمن إثر مشاكل أسرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا امرأة ربة بيت، العمر (41) سنة، منذ كان عمري (18) سنة، ونتيجة مشاكل اجتماعية وأسرية خانقة، وفي إحدى الأيام صرخت، وذلك لتجمع المشاكل لدي بدون حل، حيث ضاقت نفسي، وانغلق التنفس، وفقدت البصر حينها لمدة، ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم وأنا أعاني من صداع مزمن، فأصبحت عندي حساسية، فمثلاً عندما أشتم رائحة جافيل مثلاً أو مطهر آخر أو أي رائحة قوية أو تعرضي للشمس أو الهواء أو تعرضي للهواء البارد أو الساخن أشعر بصداع مزمن، ولا ينفع معه أي دواء مسكّن، خوفي أن يكون لديّ مرض، وأنا خائفة من زيارة طبيب مختص، وعمل تحليل، وهذا الصداع يكون قوياً، حيث أصبحت طريحة الفراش ليوم كامل، ولا أستطيع فعل أي شيء.

الرجاء إفادتي ما يجب علي فعله.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي حدث لك هو هذا التفاعل النفسي الشديد حين ضاقت نفسك، وانغلق التنفس لديك، وفقدت البصر لفترة مؤقتة، وقمت بالصراخ، هذا قمة التفاعل النفسي، هذا التفاعل ربما يدل على أنه قلق في الأصل أو أن شخصيتك تحمل صفات القلق، وإن كان هذا القلق في عمر 18 أو 20 سنة يعتبر أمراً عادياً، ولكن يظهر لديك الاستعداد له، وبعد ذلك استمرت الأعراض الجسدية، وهو هذا الصداع الذي ينتابك حتى اليوم.

أنا في نظري أن هذا النوع من الصداع هو ما يعرف بالشقيقة أو الصداع النصفي، ويعرف أن بعض مرضى الصداع النصفي يكونون حساسين جداً لتغير درجة الحرارة، كما أن التعرض للشمس يعرف أنه يؤدي إلى مثل هذه النوبات أو حتى التعرض لضوء قوي وشديد أو أي نوع من الضوء ربما يكون واحداً من المثيرات أو الروابط التي تثير مثل هذا الصداع.

فعليه - أختي - بالطبع كوني حذرة في تعرضك للشمس، والشيء الأخر حاولي أن تتجنبي بعض المأكولات مثل الأجبان والشوكلاتا، وخففي أيضاً من القهوة والشاي، وهذه كلها وجدت أنها تساعد كثيراً في اختفاء مثل هذا النوع من الصداع.

الوضع الأمثل هو أن تقابلي الطبيب، ليس الطبيب النفسي، ولكن طبيب الأمراض الباطنية المختص في الأمراض العصبية؛ وذلك لعمل بعض الفحوصات البسيطة من تصوير للرأس، وكذلك التأكد من الأسنان، ومن النظر، وهذه تعتبر فحوصات أولية وضرورية في بعض الأحيان.

أسأل الله أن ييسر لك الأمر وتستطيعين القيام بهذه الفحوصات، هذا هو الوضع الطبي الأمثل.
توجد أدوية كثيرة تساعد في مثل هذا الصداع، هنالك عقار يعرف باسم إندرال، وهناك عقار يعرف باسم (Sandomigran)، وهناك عقار آخر يعرف باسم (Erogometrin) ولكن لا أنصحك بتناول هذه العقارات؛ لأنها تتطلب بعض الإشراف الطبي، والذي أرجوه مقابلة الطبيب، وحتى إذا لم يتيسر لك الذهاب إلى طبيب مختص في الأعصاب فيمكن للطبيب المختص في الأمراض الباطنية أن يساعدك في هذه الحالة.

لا بأس أن تتناولي أحد مضادات القلق البسيطة، هذه أيضاً تساعد وتؤدي إلى استرخاء عضلي عامة، خاصة في عضلات الرأس، وهذا - إن شاء الله - يساعدك أيضاً في هذا الألم، والعقار يعرف باسم موتيفال وجرعته حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناوله.

أسأل الله لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً