الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ولدي يخاف من الظلام ويبكي في الليل كثيراً

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

في البداية أتقدم بالشـــــكر الجزيل للقائمين على هذا الصرح الشامخ، وأسأل الله العلي القدير أن لا يحرمكم الأجر والمثوبة على حسن صنيعكم، وأن يجزيكم على الإحسان إحساناً وتوفيقــاً.

مشكلتي أستاذي الكريم تتمحور حول ابني البالغ من العمر 7 سنين، فهو يخاف من الظلام، ويتوهم أموراً ليست في الواقع، حتى إنه يشتد بكاؤه في الليل بشكل مستمر.

ورغم محاولاتي الجادة في الحوار معه، وإضاءة الغرفة، والأخذ بيده حتى يرى أن ما يتخيله ليس في الواقع، إلا أن هذه الأساليب لم تنفع معه، بل وتطور الأمر عنده حتى يبقى طوال الليل مستيقظاً مترقباً مع البكاء بصوت منخفض، والمحاولة جاهدا بإخفاء ذلك.

مع العلم وفقكم الله ورعاكم أنه ينام معه أخوان له يصغرونه في العمر، ولكن ليس فيهم أي عرض من هذه الأعراض التي تظهر عليه، بل العكس ينهضون وحدهم ويذهبون إلى الحمام -أكرمكم الله- ويشربون الماء في الليل على عكسه هو.

فأرجو من الله ثم منكم إبداء الرأي في موضوعي هذا بأسرع وقت ممكن؛ وذلك لأن أمره قد أثر علي وعلى عملي، فأنا لا أنام الليل إلا يسيراً!

وفقكم الله ورعاكم، وجزاكم الله تعالى عني خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الابن حفظه الله قد اكتسب الخوف من الظلام، وربما يكون ذلك نتيجة لتجربة ما قد مر بها، المخاوف من الظلام والحيوانات كثيرة، وتعتبر طبيعية لدى الأطفال، ولكن حين تكون شديدة للدرجة المعيقة فلابد من التدخل لمساعدة الطفل، وما تقوم به أنت من أخذه للمكان الذي يخاف منه لإقناعه بأنه لا يوجد ما يخيفه هو واحد من العلاجات السلوكية الجيدة، ولابد لذلك أن يتواصل.

وطرق العلاج الأخرى تتمثل في الآتي:

1- محاولة بناء شخصية الطفل بصورة عامة، وذلك بإشعاره بأهميته، وأن يطلب منه القيام ببعض المهام داخل المنزل، وتشجيعه على ذلك، وجعله يساعد أخويه ويعطى صفة المشرف عليهما في بعض الشئون الخاصة بهما.

2- جعل إحدى الغرف مظلمة في أثناء النهار، والجلوس معه في تلك الغرفة، ومناقشة الفرق بين الضوء والظلام، وإشعاره أنه لا فرق بين الاثنين، وبعد الجلوس معه في هذه الغرفة لفترة يترك جالساً وحده في نفس الغرفة، ويكون ذلك لمدة معقولة.

3- الاستفادة من وقت الغروب، وأن يشرح له كيف تغرب الشمس، وكيف يأتي الظلام.

4- إرساله للذهاب للمناطق الأقل ضوءاً بالمنزل، وذلك بحجة أن يحضر شيئاً ما منها.

5- التشجيع المستمر له، وجعله مستقلا في شخصيته بعض الشيء، وأن لا يكون كثير الاحتكاك بوالديه.

6- جعله يلتقي بالأطفال الآخرين، ويا حبذا لو كان ذلك ليلاً، وفي ساحة قليلة الضوء، مع المراقبة بالطبع.

7- الدراسات تشير أن العقار الذي يعرف باسم تفرانيل يفيد كثيراً في علاج المخاوف لدى الأطفال، فيمكن محاولة هذا العقار وإعطاءه له بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، علماً بأن هذا الدواء سليم بهذه الجرعة بالنسبة للأطفال في هذا العمر.

أرجو عدم القلق؛ فمعظم مخاوف الطفولة تنتهي تلقائياً بعد فترة من الزمن.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً