الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم وجود قرابة تشعر بالقوة

السؤال

ليس لي عزوة تشعرني بالقوة، فأعمامي وخالاتي وأبناؤهم في الريف، وأنا وأبي وإخوتي منذ زمن طويل، أمي توفاها الله، ماذا أفعل ليكون لي عزوة وقوة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يعزك بعزه، ويرفع قدرك.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك - أخي بدر - أن هناك أموراً لا دخل لنا فيها ولا خيار، ومن هذه الأمور الأسر التي ننتمي إليها، والوالدان اللذان ننحدر منهما، والاسم الذي نحمله، والرزق الذي قدره الله لنا، والقوة، والقبول وغير ذلك، فهذه كلها وغيرها أمور لا دخل للإنسان فيها، ولا قدرة له على تغييرها، ومنها النسب والقبيلة، والأسرة التي ننتمي إليها، فهذا هو رزقك، والناس جميعاً مثلك في هذا، فأتمنى ألا تشغل بالك بهذه القضية؛ لأنها ليست من الأمور المقدور على تغييرها، وهذا أولاً.

ثانياً: هناك وسائل وطرق تستطيع بها أن تتغلب على هذه المسألة، ومنها ما يلي:

قال صلى الله عليه وسلم: ( من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) معنى ذلك أن العبرة بالعمل الصالح، والإنتاج الصالح الجيد، والتفوق العلمي والمادي والأخلاقي، فبمقدورك - أخي - أن تكون نجماً في سماء الدنيا بإنجازاتك وتفوقك وأخلاقك، وأن يتمنى الجميع القرب منك، بل ولو مجرد السلام عليك، وهذا كثير في دنيا الناس، فإذا فاتك التميز في النسب فإن بمقدورك التميز في الدين والخلق ومعترك الحياة، وكثيرون هم الذي سطّروا أسمائهم في سجل الخالدين، فمعظم عمالقة العالم انحدروا من أسر ريفية بسيطة.

ثالثاً: يمكنك كذلك أن تجتهد أنت وإخوانك في التزوج من أسر كبيرة واسعة الانتشار، وهذا كذلك ممكن وليس مستحيلاً، ولعل من أهم أسباب تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وجود قوة اجتماعية تقف مع الدعوة وتدافع عنها، فهذا أيضاً سبب من الأسباب الفاعلة والمؤثرة، ولا أقصد بذلك أن يكونوا أغنياء؛ لأن هذا وحده قد يكون وبالاً عليك وعلى إخوتك، وإنما أقصد عائلات كبيرة محترمة ومتوسطة الحال أو مثلكم حتى لا يتعالوا عليكم، وأهم شيء الرضا بما قدره الله لك، فهذا هو الحل الأمثل والأفضل.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً